الطبيعة

ابتكر العلماء مصطلحًا جديدًا لوصف حالة نفسية متزايدة الانتشار ترتبط بالتغيرات البيئية المستمرة، وأطلقوا عليها اسم “الاغتراب البيئي” (سولاستالجيا). هذا الاضطراب يتمثل في شعور عميق بالحزن والقلق ينبع من فقدان الفرد لبيئته الطبيعية التي كان يعتاد عليها، حتى وإن كان لا يزال يعيش في نفس المكان.

يُفسر العلماء أن هذا الشعور يتجاوز مجرد الحنين للماضي، إذ إنه ألم نفسي نابع من تدمير الموطن الأصلي وتأثيره على هوية الإنسان ومشاعره. وقد تم اشتقاق مصطلح “سولاستالجيا” من كلمتي “مواساة” و”حنين”، ليعكس هذه الحالة المركبة.

وفقًا لبحث أجرته جامعة زيورخ، يظهر الاضطراب بشكل خاص في الأماكن التي تتعرض لتغيرات بيئية مزمنة، مثل تحويل الغابات إلى مناجم أو جفاف الأراضي الزراعية، حيث تؤدي هذه التغيرات البطيئة إلى شعور متزايد بالعجز والتوتر النفسي، على عكس الكوارث المفاجئة التي قد تُنسى مع الوقت.

وفي الولايات المتحدة، أشارت الدراسات إلى أن ارتفاع معدلات “الاغتراب البيئي” يقترن بزيادة بنسبة 26% في خطر الإصابة بالضغط النفسي. وتعتبر الفئات مثل المزارعين والشعوب الأصلية الأكثر عرضة لهذه الحالة، بسبب ارتباط هويتهم وطريقة حياتهم بالبيئة التي تتغير بشكل متزايد.

مع تصاعد ظاهرة تغير المناخ وتسارع التحضر، يتزايد تشخيص هذا الاضطراب، مما يستدعي تطوير آليات دعم نفسي واجتماعي جديدة لمساعدة المتضررين في مواجهة هذه الأزمة النفسية البيئية.

البحث