البابا لاوون

وجّه قداسة البابا لاوون الرابع عشر رسالة أمل للشبيبة اللبنانية خلال لقائه بهم في الصرح البطريركي في بكركي، مؤكّدًا أن هذا اللقاء يتيح للشباب “أن يسمع بعضهم البعض وأن يطلبوا من الله الإلهام في قراراتهم المستقبلية”.

لبنان بين الإنجازات والجراح

اعتبر البابا أن تاريخ لبنان حافل بالإنجازات والتميّز، لكنه يحمل أيضًا جروحًا عميقة يصعب شفاءها، مشيرًا إلى أن محبة الله قادرة على مداواة هذه الجراح. وقال للشباب: “المستقبل بين أيديكم، ولديكم فرصة تاريخية لتغيير المستقبل. الحب قادر على معالجة جروح الجميع، ومباركون من يحملون السلام ويصنعونه، لأن هؤلاء هم أبناء الله”.

الشباب قوة التغيير والأمل

حثّ البابا لاوون الشباب على أن يكونوا مصدر الأمل الذي تنتظره البلاد، مذكّرًا بأن يسوع مات وقام من أجل خلاص الجميع، وهو دليل الصفح والتعلم على السلام. وأشار إلى أن لبنان سيزدهر مجددًا “جميلًا وشامخًا كالأرزة”، وأن المجتمع اللبناني يزخر بميزات كثيرة نتيجة العمل الشجاع والدؤوب لكثيرين يشبهون جذور الأرزة المترسخة.

الرجاء والمبادرة اليومية

شدد البابا على أهمية الصلاة والمثابرة على القداديس كمصدر قوة روحية، داعيًا الشباب إلى التجدد اليومي عبر المبادرة بالخير، الغفران، ومساعدة الآخرين. وأكد أن العلاقات المتينة تُبنى على الثقة المتبادلة والمحبة الصادقة، وأن التجدد يبدأ بالخطوات اليومية البسيطة، مثل استضافة القريب والبعيد ومدّ اليد للصديق أو للاجئ.

القدوة من القديسين

ذكّر البابا بأمثلة القديسين اللبنانيين والعالميين الذين أظهروا قوة الرجاء والإيمان، مثل القديس شربل، القديسة رفقا، الطوباوي يعقوب الحداد، وبيار جورجيو فرسّاتي وكارلو أكوتيس، مشددًا على أن العمل الخيري والمحبة هما الطريقة الأكثر وضوحًا لوجود الله في العالم.

خاتمة ملهمة

اختتم البابا كلمته بالدعاء المنسوب إلى القديس فرنسيس الأسيزي:
“يا رب، اجعلني أداة لسلامك: حيث الكراهية، دعني أزرع المحبة، حيث الأذى، الغفران، حيث الشقاق، الوحدة، حيث الخطأ، الحقيقة، حيث الشك، الإيمان، حيث اليأس، الرجاء، حيث الظلمة، النور، حيث الحزن، الفرح.”
ودعا الشباب ليكونوا رجاء لبنان الحيّ، قويين كالأرز، ولنجعل العالم يزهر بالأمل.

البحث