أكد قداسة البابا لاوون الرابع عشر في كلمته خلال اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء ببيروت، أن لبنان يمثل “أرض مباركة ورمزًا راسخًا للإيمان والعيش المشترك بين الأديان”. وأشار إلى أن صدى الكلمة الإلهية في هذه الأرض لم ينطفئ عبر الأجيال، داعيًا القلوب إلى الانفتاح على “الله الحيّ”.
واستعرض البابا ما جاء في الإرشاد الرسولي “الكنيسة في الشرق الأوسط” للبابا بندكتس السادس عشر، مؤكدًا أن الحوار بين الديانات يجب أن ينبني على أسس لاهوتية متجذرة في الإيمان المشترك، لا على اعتبارات سياسية أو اجتماعية فقط.
ولفت إلى الرمزية العميقة للمكان حيث “تقف المآذن وأجراس الكنائس جنبًا إلى جنب”، داعيًا إلى توحيد نداءات الصلاة في “نشيد واحد” طلبًا للسلام الإلهي. وشدد على أن لبنان، بتعدّد دياناته، يذكّر بأن الخوف والأحكام المسبقة ليست لها الكلمة الأخيرة، وأن الوحدة والمصالحة ممكنة حين يدرك الجميع رسالتهم المشتركة.
واستحضر البابا وثيقة “في عصرنا – Nostra Aetate” التي فتحت أفقًا جديدًا للعلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وأتباع الديانات الأخرى، مؤكّدًا أن الحوار الصادق والمحبّة أساس السلام والعدل والمصالحة. واختتم بالإشارة إلى رمزية الأرز والزيتون، داعيًا اللبنانيين ليكونوا “بنّائي سلام” يواجهون العنف ويضيئون درب العدالة والوئام.