الركض

يُعد الركض نشاطاً عالي التأثير نسبيًا، إذ يمتص جسمك مع كل خطوة قوة تعادل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف وزن الجسم، ما ينعكس مباشرة على الركبتين اللتين تتحمّلان ثلاثة أضعاف الضغط مقارنة بالمشي.

لكن هذا لا يشكل ضرراً بالضرورة، فمفصل الركبة قوي ومصمّم للبقاء متحركًا، بينما يعمل الغضروف الموجود بداخله كوسادة مرنة تمتص الصدمات وتحمي العظام. وللحفاظ على صحة الغضاريف، يحتاج المفصل إلى هذا الحمل المعتدل؛ فالتقليل المفرط للضغط عن الجسم، مثل الراحة المطولة في الفراش، قد يؤدي إلى تدهور العظام والغضاريف.

ويُظهر البحث أن الجري يقلل مؤقتًا سمك غضروف الركبة، لكنه يعود إلى طبيعته بعد ساعتين من انتهاء التمرين. وتوضح الدراسات أن هذا الانكماش المؤقت قد يساعد على وصول العناصر الغذائية إلى الغضروف، مما يقوي مفصل الركبة ويعزز مرونته.

بالإضافة إلى فوائده على الركبة، يعزز الركض صحة القلب والدورة الدموية والصحة العامة، ويُظهر البحث أن من يبدأون الركض بعد سن الـ65 يستفيدون من زيادة القوة والوظيفة البدنية، ويجدونه آمنًا وممتعًا.

ويكمن سر النجاح في البدء ببطء، حيث يُنصح بدمج فترات قصيرة من المشي مع الركض المتقطع، ثم زيادة مسافة الركض تدريجيًا، ما يمنح الجسم الوقت الكافي للتكيف مع الحمل الجديد على العضلات والمفاصل. كما يُنصح بدعم الجسم بالطعام المناسب، لا سيما البروتين والكربوهيدرات، لتسهيل التعافي بعد التمرين.

البحث