تواصل القوات الإسرائيلية، لليوم الثاني على التوالي، تنفيذ عمليات هدم واسعة النطاق في مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية، ضمن حملة عسكرية متواصلة منذ أكثر من أربعة أشهر، طالت أيضاً مناطق في المدينة ومخيم نور شمس المجاور.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن المواطن زياد شكري الجلاد، في الخمسينات من عمره ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، أصيب برصاص الاحتلال خلال تواجده في أحد أحياء المدينة.
وبحسب شهود عيان، توغلت منذ ساعات الصباح الباكر جرافات عسكرية إسرائيلية داخل مخيم طولكرم، وهدمت مباني سكنية في أحياء البلاونة والعكاشة والنادي والسوالمة، ضمن خطة تشمل تدمير 106 مبانٍ في المخيمين، من بينها 58 في طولكرم، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية ومنشآت تجارية، بحسب مصادر محلية.
ويفرض جيش الاحتلال حصاراً خانقاً على المخيمين، يمنع السكان من الوصول إلى منازلهم، في ظل إطلاق نار متكرر وحواجز عسكرية مفاجئة تقطع أوصال المدينة. وتحولت مناطق في وسط طولكرم، لا سيما شارع نابلس ومحيط مستشفى الشهيد ثابت الحكومي، إلى ثكنات عسكرية بعد أن استولت القوات الإسرائيلية على منازل وأجبرت قاطنيها على المغادرة.
وأفادت إحصاءات فلسطينية بأن العمليات العسكرية المستمرة أسفرت عن مقتل 13 شخصاً، وإصابة واعتقال العشرات، إلى جانب تدمير البنية التحتية وتهجير أكثر من 25 ألفاً من سكان المخيمين. كما تم هدم أكثر من 400 منزل كلياً، وتضرر أكثر من 2500 منزل جزئياً.
ويأتي هذا التصعيد في سياق الحملة الإسرائيلية المستمرة على الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث تشير منظمات حقوقية إلى تصاعد وتيرة الاقتحامات وعمليات الاعتقال والهدم، ما رفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في الضفة إلى أكثر من 890 منذ بدء الحرب، معظمهم سقطوا خلال اقتحامات واشتباكات مع القوات الإسرائيلية.