تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات، الثلاثاء، حول تطورات المعارك في مدينة بابنوسة، حيث أعلن الجيش أنه تمكّن من إحباط هجوم جديد نفذته قوات الدعم السريع “بقوة وحسم”.
في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع أنها بسطت سيطرتها الكاملة على المدينة، متهمةً الجيش بخرق “الهدنة الإنسانية” من خلال الهجوم الذي شنّه على مواقعها.
وقال الجيش إن قوات الدعم السريع تواصل استهداف بابنوسة يومياً بالقصف المدفعي والطائرات المسيّرة، معتبراً أن الهدنة التي أعلنها قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) ليست سوى “مناورة سياسية وإعلامية”. وشدد على التزامه بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، مؤكداً أنه “لن يسمح باستغلال الوضع الإنساني كغطاء لتحركات عسكرية تزيد الأزمة تعقيداً”.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر “العربية” و”الحدث” أبرز ملامح المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في السودان، والذي قدّمه مسعد بولس، مبعوث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى أفريقيا. ويتضمن المقترح خارطة طريق بثلاثة مسارات: عسكري، وإنساني، وسياسي.
ويتناول المسار العسكري وقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية تضمن دخول المساعدات واستئناف الخدمات للسكان، إضافة إلى تشكيل لجنة دولية تشرف على مراقبة وقف النار وحماية المسارات الإنسانية ومعالجة أي خروقات.
أما المسار السياسي، فينص على إطلاق عملية تفاوضية تقودها القوى المدنية – باستثناء عناصر النظام السابق والإسلاميين – لبحث ترتيبات الانتقال ودعم المسار الإنساني وصولاً إلى إنهاء الحرب.
ويشمل المقترح أيضاً عملية إصلاح عسكري واسعة تستبعد تيار الإخوان المسلمين من المؤسسات العسكرية والأمنية، وتعيد هيكلة تلك المؤسسات عبر دمج المجموعات المسلحة وتفكيك القوات الموازية، بما يؤدي إلى إنشاء جيش موحد ومهني يخضع لسلطة مدنية نتجت عن العملية السياسية.
ويشدد المقترح الأميركي على أن عملية الهيكلة لا ينبغي أن تُترك للجيش والدعم السريع وحدهما، لأنها قضية وطنية تخص جميع السودانيين.