الحبوب الكاملة

كشفت تقارير صحية حديثة أن تناول الحبوب الكاملة، مثل الشوفان والكينوا والأرز البني، لا يقتصر على تزويد الجسم بالطاقة فحسب، بل يلعب دورًا مهمًا في دعم صحة القلب والجهاز الهضمي، وذلك بفضل احتوائها على الألياف والعناصر الغذائية التي غالبًا ما تُفقد عند تكرير الحبوب، وفق ما نشره موقع Verywell Health استنادًا إلى دراسات غذائية حديثة.

وتُعرّف الحبوب الكاملة بأنها الحبوب التي تحتفظ بجميع أجزائها الطبيعية، بما في ذلك النخالة والجنين، ما يجعلها غنية بالألياف والفيتامينات والمركبات المضادة للالتهابات.

تشير الأبحاث إلى أن بعض الحبوب الكاملة، وعلى رأسها الشوفان والشعير، تحتوي على ألياف قابلة للذوبان تُعرف باسم “بيتا-غلوكان”، التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار، وتنظيم سكر الدم، وتقليل خطر تصلب الشرايين، أحد أبرز أسباب أمراض القلب. كما يرتبط تناول الأرز البني والقمح الكامل بانخفاض ضغط الدم وتحسن مؤشرات صحة القلب مقارنة بالحبوب المكررة. وتشير الدراسات إلى أن الاعتماد على الحبوب الكاملة بانتظام قد يقلل على المدى الطويل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

إلى جانب فوائدها القلبية، تلعب الحبوب الكاملة دورًا أساسيًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي. فالألياف الموجودة في الدخن والحنطة السوداء تعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز توازن “الميكروبيوم المعوي”، ويحسن الهضم، ويقلل الالتهابات المعوية. وتُعد الحنطة السوداء والكينوا خيارين مناسبين للأشخاص الذين يعانون من حساسية الغلوتين، إذ إنهما خاليان منه طبيعيًا، ويحتويان في الوقت ذاته على مضادات أكسدة ومركبات نباتية تساهم في تقليل الالتهابات وتنظيم سكر الدم.

ويرى خبراء التغذية أن التنوع في اختيار الحبوب الكاملة مفتاح الحصول على فوائد أوسع، سواء على صعيد صحة الأمعاء، أو الوزن، أو التمثيل الغذائي.

وتؤكد الأدلة العلمية أن استبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة يُعد خطوة بسيطة لكنها فعالة لتعزيز صحة القلب والجهاز الهضمي، ومع اعتماد نمط حياة متوازن، يمكن لهذه الأطعمة أن تكون خط دفاع غذائي مهم ضد الأمراض المزمنة الشائعة.

البحث