كشفت دراسة صينية أن مجموعة من الخضروات المعروفة باسم «الخضروات الكرنبية» أو «الصليبية» تشكل كنزًا غذائيًا حقيقيًا قادرًا على مكافحة السرطان والوقاية من نقص الفيتامينات والمعادن في الجسم.
وأوضح الباحثون في جامعة خبي الزراعية بالصين، بالتعاون مع عدة مؤسسات بحثية، أن إدخال المزيد من هذه الخضروات في النظام الغذائي يمكن أن يقلل من معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والسكري، نظرًا لاحتوائها العالي على مضادات الأكسدة والمركبات الوقائية. ونُشرت النتائج مؤخرًا في دورية «Horticulture Research».
تُعتبر الخضروات الكرنبية من أغنى أنواع الخضروات بالعناصر الغذائية والمركبات المفيدة، وتشمل سبعة أنواع رئيسية هي: البروكلي، القرنبيط، الكرنب (الملفوف)، اللفت، الخردل الأخضر، الفجل، والجرجير. وتمتاز هذه الخضروات بطعمها المميز ورائحتها القوية الناتجة عن مركبات الكبريت العضوية، التي تمنحها خصائص صحية فريدة.
وأوضحت الدراسة أن هذه الخضروات غنية بمجموعة واسعة من المغذيات النباتية مثل «الغلوكوزينولات» التي تثبط نمو الخلايا السرطانية وتحفز الإنزيمات التي تخلص الجسم من السموم. كما تحتوي على فيتامينات مهمة كفيتامين C وE وK وحمض الفوليك التي تعزز المناعة وصحة العظام، إلى جانب الكاروتينات المفيدة لصحة العين والجهاز المناعي، و«الأنثوسيانينات» الموجودة في الأنواع ذات اللون البنفسجي والتي تدعم صحة الدماغ والقلب. إضافة إلى ذلك، تحتوي على معادن أساسية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والسيلينيوم التي تقوي العظام وتخفض مخاطر ارتفاع ضغط الدم وبعض أنواع السرطان.
وأظهرت الدراسة أن الطهي بالبخار هو الطريقة الأمثل للحفاظ على المركبات الحيوية في هذه الخضروات، مقارنة بالغليان الذي يؤدي إلى فقدان جزء من الغلوكوزينولات والفيتامينات. كما نصح الباحثون بتناول هذه الخضروات مع الزيوت النباتية لتحسين امتصاص الكاروتينات والفيتامينات الذائبة في الدهون.
وأكد الفريق البحثي أن هذه الخضروات تمثل موردًا غذائيًا مهمًا مهملًا يمكن تعزيز قيمته الغذائية عبر التهجين الحيوي أو الهندسة الوراثية لتحويلها إلى «أطعمة وظيفية» تسهم في سد فجوات التغذية وتقليل الأمراض المزمنة، خصوصًا في المجتمعات منخفضة الدخل. ويعد التقدم في تقنيات الزراعة الحديثة والتحرير الجيني فرصة لإنتاج أصناف محسنة مثل «البروكلي الفائق» الغني بالمركبات المقاومة للأمراض.
وأضاف الباحثون أن زيادة استهلاك الخضروات الكرنبية قد يشكل تدخلاً غذائيًا منخفض التكلفة وفعالًا للحد من الأمراض المزمنة وتحسين الأمن الغذائي في الدول النامية، فضلاً عن دعم جهود التغذية المستدامة وخفض تكاليف الرعاية الصحية عالميًا.