عرضت الحكومة اليابانية خطة محدَّثة لمواجهة الكوارث الطبيعية، وسط مخاوف متزايدة من زلزال ضخم قد يضرب البلاد في العقود المقبلة، ويؤدي إلى مقتل ما يصل إلى 300 ألف شخص، بحسب تقديرات رسمية جديدة.
وتوصي الخطة بتسريع بناء الحواجز المائية والملاجئ المخصصة للإخلاء، إلى جانب تعزيز التدريبات العامة لرفع مستوى جهوزية السكان. وأكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، خلال اجتماع خصص لعرض الخطة، على ضرورة «توحيد الجهود بين الدولة والسلطات المحلية والقطاعين الخاص وغير الربحي لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح»، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية.
ويأتي هذا التحرك بعد تقييم رسمي أظهر أن الإجراءات المُعتمدة منذ خطة 2014 لم تُحقّق الهدف المرجو بخفض عدد الضحايا بنسبة 80 في المائة، بل بالكاد ساهمت في تقليصه بنسبة 20 في المائة.
ويُثير فالق نانكاي، الممتد على طول 800 كيلومتر بمحاذاة السواحل الجنوبية للمحيط الهادئ، قلقاً متزايداً لدى السلطات اليابانية، مع تقديرات حكومية تشير إلى احتمال وقوع زلزال قوي في المنطقة بنسبة تصل إلى 82 في المائة خلال الثلاثين عاماً المقبلة.
وفي مارس الماضي، قدّرت الحكومة أن كارثة طبيعية كبرى في هذه المنطقة، إذا ما ترافقت مع موجات تسونامي، قد تُسفر عن نحو 298 ألف قتيل وتتسبب بخسائر اقتصادية تصل إلى 1680 مليار يورو.
وكانت وكالة الأرصاد الجوية قد أطلقت تحذيراً في أغسطس 2024 بشأن احتمال وقوع زلزال، لكنه رُفع بعد أسبوع. علمياً، يؤكد مدير الوكالة ريويتشي نومورا أن «تحديد موعد الزلزال أو مكانه بدقة أمر مستحيل»، داعياً السكان إلى الاستعداد والتصرف بعقلانية.
وتزامنت هذه التحذيرات مع انتشار شائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أبرزها إعادة نشر مانغا تعود لعام 2021، تتنبأ بزلزال مدمّر في 5 يوليو 2025، ما أدى إلى تراجع حركة السياحة، خصوصاً من هونغ كونغ، حيث خفّضت شركة طيران «غريتر باي إيرلاينز» رحلاتها إلى اليابان بسبب تراجع الطلب.
وفي مايو الماضي، سُجّل انخفاض بنسبة 11.2% في عدد الزوار القادمين من هونغ كونغ إلى اليابان، مقابل ارتفاع ملحوظ في أعداد الزوار من الصين وكوريا الجنوبية.
وتشهد اليابان زلازل قوية في فالق نانكاي كل 100 إلى 200 عام، وكان آخرها في عام 1946.