استقر الدولار الأميركي، اليوم الخميس، بعد تراجعه من أعلى مستوى له في أسبوعين أمام العملات الرئيسية، رغم التصعيد الجديد من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية، والذي لم يُحدث اضطراباً كبيراً في الأسواق، باستثناء البرازيل التي شهدت تراجعاً حاداً في عملتها.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، إلى 97.837 يوم الأربعاء، قبل أن يتراجع إلى 97.404، وسط انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، ما عزز الطلب على الأصول الأميركية وأوقف موجة “بيع الولايات المتحدة” التي شهدتها الأسواق سابقاً هذا العام.
هدوء الأسواق رغم لهجة ترامب التصعيدية
على الرغم من إعلان ترامب فرض رسوم بنسبة 50% على واردات البرازيل وتهديدات مماثلة لشركاء تجاريين آخرين، فإن الأسواق تجاهلت إلى حد كبير هذه التصريحات، باستثناء البرازيل، حيث تراجع الريال بنسبة 2.8% ليصل إلى 5.6047 للدولار، وهو أدنى مستوى له منذ 6 يونيو، قبل أن يُغلق عند 5.5826.
وبرر ترامب قراره الجديد تجاه البرازيل ليس فقط بالممارسات التجارية، بل أيضاً بالعلاقة مع الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي يخضع لمحاكمة بتهمة التآمر لإلغاء فوز لولا دا سيلفا بالرئاسة مطلع 2023.
الفيدرالي يُهدئ الأسواق
دعمت الأسواق أيضاً أجواء الهدوء النسبي بعد صدور محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي أشار إلى أن أغلبية الأعضاء يفضلون إبقاء الفائدة دون تغيير حالياً، مع إمكانية خفضها لاحقاً هذا العام في ظل تصاعد الضغوط التضخمية.
في ظل هذه الأجواء، ارتفع:
اليورو بنسبة 0.1% إلى 1.1735 دولار
الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3605 دولار
فيما استقر الدولار أمام الين الياباني عند 146.31، وأمام الفرنك السويسري عند 0.7942
من جهتها، واصلت عملة بيتكوين صعودها لتبلغ 111062 دولاراً، قريبة من أعلى مستوى تاريخي لها عند 111988.90 دولار الذي سجلته الليلة الماضية.
وقال توني سيكامور، المحلل في IG، إن تحسن معنويات المخاطرة ساعد في هذا الارتفاع، مشيراً إلى إمكانية أن تصل بيتكوين إلى 120 ألف دولار في حال استمرار الزخم.
تحليل: ترامب يُلوّح أكثر مما يُصيب
وكتب تيلور نوجنت، كبير اقتصاديي الأسواق في بنك أستراليا الوطني، أن “ترامب يُذكّرنا باستخدامه الرسوم كأداة للضغط في قضايا متنوعة، سواء كانت تجارية أو سياسية”، مضيفًا أن الرسائل الأحدث لم تحرّك الأسواق خارج البرازيل، لكن ما يلفت الانتباه هو “غياب الرسائل الصريحة تجاه الهند أو الاتحاد الأوروبي أو تايوان”، ما يُشير إلى استراتيجيات تفاوضية مفتوحة.