سجل الدولار الأميركي انخفاضاً ملحوظاً خلال تداولات الثلاثاء في الأسواق الآسيوية، مقترباً من أدنى مستوياته خلال السنوات الثلاث الماضية، في ظل تنامي القلق حيال مستقبل الاقتصاد الأميركي، على خلفية تصعيد الرئيس دونالد ترامب لهجماته على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول.
وانخفض الدولار بشكل حاد أمام الفرنك السويسري، ليقترب من أدنى مستوياته في عقد كامل، والذي سجله خلال الجلسة السابقة. كما تراجع أمام اليورو ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات ونصف.
ويأتي هذا التراجع عقب تصريحات مثيرة للجدل أطلقها ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” يوم الإثنين، وصف فيها باول بـ”الخاسر الكبير”، مطالباً بخفض فوري في أسعار الفائدة لتفادي تباطؤ اقتصادي محتمل.
وفي تطور لافت، صرح المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، كيفن هاسيت، أن الإدارة الأميركية لا تزال تدرس خيار إقالة باول، مؤكداً أن ترامب يعتبر رحيله ضرورة “في أقرب وقت ممكن”.
من الناحية الفنية، استقر الدولار عند 0.8095 فرنك سويسري، مقترباً من أدنى مستوى في عشر سنوات والمسجل عند 0.8042. كما تم تداول الدولار مقابل الين الياباني عند 140.99، وهو قريب من أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 140.48.
أما اليورو، فقد حافظ على استقراره عند 1.1502 دولار، بعد أن صعد إلى 1.1573 في الجلسة السابقة، وهو أعلى مستوى منذ تشرين الثاني 2021. كذلك استقر الجنيه الإسترليني عند 1.3376 دولار، بعد أن سجل 1.3421، وهو المستوى الأعلى منذ أيلول.
وعلّق جوزيف كابورسو، رئيس قسم الاقتصاد الدولي في بنك الكومنولث الأسترالي، قائلاً: “كلما طالت الشكوك بشأن استقلالية السياسة النقدية الأميركية، زادت الضغوط على الدولار الأميركي، وتنامت مخاطر هبوطه أكثر”.
وأضاف أن استمرار التراجع في أسواق الأسهم أو السندات قد يدفع ترامب إلى التراجع عن لهجته العدائية تجاه الفيدرالي.
في المقابل، ارتفع الدولار الأسترالي، الذي يُعد مؤشراً على شهية المخاطرة، إلى 0.6436 دولار أميركي، وهو أعلى مستوى له منذ أربعة أشهر، قبل أن يستقر قربه عند 0.6414 في أحدث تعاملات.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، مستوى 98.454، بعد أن لامس 97.923 في الجلسة السابقة، وهو أدنى مستوياته منذ آذار 2022، وفقاً لبيانات “رويترز”.