كشفت دراستان حديثتان في نيسان وأيار 2025 عن تحول جذري في طريقة تعامل البشر مع أزماتهم النفسية، حيث بات الكثيرون يفضلون البوح لمساعدات ذكاء اصطناعي بدلاً من أطباء بشريين.
ثقة متزايدة بالذكاء الاصطناعي
في جامعة طوكيو، أظهرت دراسة نُشرت في أيار 2025 أن تطبيقات مثل Woebot وWysa باتت تحظى بثقة ملايين المستخدمين، الذين يرون فيها مساحة آمنة للتعبير دون أحكام أو وصمة. وعلّق الباحث أديتيا نايك قائلاً: “الناس يفضلون الذكاء الاصطناعي أحياناً لأنه لا يُصدر ردود فعل بشرية مثل النقد أو الإحراج”.
الذكاء الاصطناعي يكتشف الاكتئاب مبكراً
من جهة أخرى، في جامعة شنغهاي، طوّر الباحثان تشينغوانغ تشونغ وجشيشوان وانغ نموذجاً قادراً على تحليل الحوارات لرصد مؤشرات الاكتئاب، حتى دون تصريح مباشر بالحالة. نُشرت نتائج هذه الدراسة في أبريل 2025، وأظهرت دقة بلغت 89%، متجاوزة أدوات التشخيص التقليدية.
كيف يرصد الذكاء الاصطناعي الاكتئاب؟
- سرعة الحديث وتوقفاته
- الكلمات السلبية المتكررة
- الإفراط في استخدام الضمائر الشخصية مثل “أنا”
- ضعف التنوع اللغوي
- النبرة الصوتية المنخفضة أو اللامبالية
ليس بديلاً… بل مكملاً
رغم التفوق التقني، يؤكد الباحثون أن هذه الأنظمة يجب أن تُستخدم كمكمّل للعلاج النفسي، لا كبديل عنه. في المناطق التي تعاني من نقص الأطباء أو الوصمة الاجتماعية تجاه الصحة النفسية – مثل العديد من الدول العربية – يمكن لهذه الأدوات أن تفتح آفاقاً جديدة للرعاية.
مستقبل الصحة النفسية: شراكة أم استبدال؟
يبقى السؤال مفتوحاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلامس المشاعر الإنسانية كما يفعل المعالج البشري؟ أم أنه سيظل أداة ذكية تُظهر الألم دون أن تعالجه حقاً؟ الإجابة، كما تشير الدراسات، لن تُحدَّد بالتقنية وحدها، بل بكيفية استخدام البشر لها لتعزيز التعاطف، لا استبداله.