بعد أكثر من ربع قرن من الغموض، كشف علماء من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو الدور الحقيقي لأول جين ارتبط بداء كرون، وهو المرض المناعي الذي يصيب الأمعاء.
وأوضح الفريق البحثي أن الجين المعروف باسم NOD2 يؤثر على توازن نوعين من الخلايا المناعية في الجهاز الهضمي، تعرف بالبلاعم. فالبلاعم الالتهابية تقاوم الميكروبات الضارة، بينما تعمل البلاعم غير الالتهابية على شفاء الأنسجة المتضررة. وعندما يختل هذا التوازن، يظهر الالتهاب المزمن الذي يميز داء كرون.
باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وعلم الأحياء الجزيئي، حلّل العلماء آلاف الأنماط الجينية للبلاعم لتحديد بصمة من 53 جينًا تميّز بين الخلايا الالتهابية وتلك المعالجة للأنسجة. واكتشفوا أن بروتينًا يُدعى غيردن يرتبط عادةً بجين NOD2 ليساعد في كبح الالتهاب وإزالة الميكروبات الضارة. لكن الطفرات الوراثية الشائعة في داء كرون تمنع هذا الارتباط، ما يؤدي إلى خلل في استجابة الجهاز المناعي.
وقالت الدكتورة براديبتا غوش، قائدة الدراسة، إن “NOD2 يعمل كحارس مناعي، وعندما يفقد شراكته مع غيردن، ينهار نظام الدفاع في الأمعاء ويبدأ الالتهاب المزمن”.
وأكدت التجارب على الفئران أن غياب بروتين غيردن يؤدي إلى التهاب حاد واضطراب في الميكروبيوم المعوي، بينما وجوده يعيد التوازن المناعي ويحمي الأنسجة.
وتُعد هذه النتائج اختراقًا علميًا طال انتظاره، إذ تفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف استعادة العلاقة بين NOD2 و”غيردن”، مما قد يغير مستقبل علاج داء كرون جذريًا.