كتبت جوانا صابر في الـ Entrevue:
سجل سوق الذهب تقلبات غير مسبوقة، حيث وصل المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياته التاريخية. في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة، يزداد اهتمام المستثمرين والمتداولين بفهم العوامل التي تدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع المستمر وتكثر التساؤلات حول الوقت المناسب لبيع أو شراء الذهب.
وفي هذا السياق يقول الأستاذ الجامعي ومحلل الأسواق المالية سمير الخوري أن أسعار الذهب وصلت اليوم إلى حدود 3,045 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها على الإطلاق. وتشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي، مع إمكانية تسجيل مستويات قياسية جديدة بين 3.150 و 3,200 دولار خلال هذا العام.
وأضاف: “ارتفعت أسعار الذهب بنحو 15% منذ بداية العام حتى اليوم، متفوقة على أصول عالية المخاطر مثل البتكوين ومؤشرات الأسهم الأميركية مثل 500 S&P و ناسداك 100 يشير ذلك إلى تزايد المخاوف لدى المستثمرين، مما يدفعهم إلى اللجوء إلى الملاذ الأمن التقليدي، وهو الذهب”.
ويشرح أن: “عند النظر إلى التضخم الأميركي، نجد أنه في الحالتين سواء ارتفع أو تراجع، يكون تأثيره إيجابيًا على الذهب. فارتفاع التضخم يزيد الطلب عليه باعتباره أداة تحوط، أما إذا تراجع، كما رأينا الأسبوع الماضي مع تباطؤ كل من مؤشري أسعار المستهلكين والمنتجين، فقد يشجع ذلك الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة بوتيرة أكبر، حيث تسعر الأسواق حاليا ثلاثة تخفيضات هذا العام، مما سيمنح المعدن الأصفر زحما إيجابيا، نظرا لكونه أصلا لا يدر أي عائد للمستثمرين. فكلما هبطت معدلات الفائدة زادت جاذبية الذهب”.
أما عن العوامل الأساسية التي قد تدعم استمرار ارتفاع أسعار الذهب في المرحلة المقبلة بحسب خوري:
١. التوترات التجارية : استمرار الحرب التجارية بين إدارة ترامب ودول أخرى مثل الصين وكندا والمكسيك والإتحاد الأوروبي يزيد من حالة عدم اليقين، مما يدفع المستثمرين نحو الأصول الأمنة.
٢. التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط خاصة بين الولايات المتحدة الأميركية والحوثيين في البحر الأحمر وصرح ترامب أن هجمات الحوثيين البحرية تعد هجمات إيرانية مباشرة ما يزيد المخاطر الجيوسياسية ومخاوف من
اتساع رقعة الحرب بالإضافة إلى استئناف الحرب في غزة.
٣. عمليات الشراء من قبل البنوك المركزية : تستمر البنوك المركزية العالمية، وعلى رأسها بنك الشعب الصيني، في
زيادة احتياطياتها من الذهب، مما يعزز الطلب ويدعم ارتفاع الأسعار.
٤. ضعف مؤشر الدولار الأميركي حيث يسجل أدنى مستوياته منذ خمسة أشهر
٥.المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود
٦. ندرة الذهب : هناك 7.2 مليار أونصة من الذهب في العالم، بالإضافة إلى 2 مليار أونصة لا تزال في باطن الأرض.
وبالتالي،وبحسب الخوري فإن الاحتفاظ بالذهب وعدم بيعه، بالإضافة إلى شراء التراجعات في أسعاره، يعدان الطريقة المفضلة في المرحلة الحالية، في ظل الضبابية وعدم اليقين اللذين يحيطان بالعالم نتيجة الظروف الجيوسياسية، والحرب التجارية، والسياسات النقدية والمالية والاقتصادية العالمية.