في سلسلة لقاءاته في قصر بعبدا، شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على أن “أزمة لبنان الأساسية تكمن في الفساد وغياب المحاسبة”، مؤكداً أن “الأمور بدأت تعود إلى مسارها الطبيعي مع فتح الملفات أمام القضاء من دون محرمات أو خطوط حمراء، ما يعيد بناء الثقة بين الدولة والمواطن والدول الخارجية”.
استقبال وفد مجلس العمل اللبناني في أبوظبي
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله وفداً من مجلس العمل اللبناني في أبوظبي برئاسة الدكتور شربل أبي عقل، حيث عرض الوفد العلاقات اللبنانية-الإماراتية وسبل المساهمة في إنعاش الاقتصاد اللبناني.
كلمة أبي عقل
في مستهل اللقاء، عبّر الدكتور أبي عقل عن دعم الجالية اللبنانية في الإمارات لمسيرة النهوض الوطني بقيادة الرئيس عون، مثمّناً “الإصلاحات الجريئة التي أُطلقت منذ خطاب القسم، والعمل على استعادة ثقة اللبنانيين في الداخل والانتشار، وربط لبنان مجدداً بمحيطه العربي”.
وأشار أبي عقل إلى استعداد المجلس للمساهمة في:
تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية عبر مكننة إدارات الدولة وتطوير الهوية الرقمية الوطنية.
إدخال الذكاء الاصطناعي في القطاع الزراعي لدعم الإنتاج والتصدير.
المساهمة في تطوير “تلفزيون لبنان” عبر الأرشفة الرقمية لمحتواه.
كما عبّر عن امتنانه للتكريم الذي ناله في مؤتمر الاقتصاد الاغترابي الأخير، مؤكداً التزام المجلس بوضع الطاقات والخبرات المكتسبة في خدمة الوطن.
ردّ الرئيس عون
بدوره، شدد الرئيس عون على أن “لبنان ليس مفلساً، بل مسروقاً”، قائلاً:
“من يملك طاقات بشرية كاللبنانيين في الداخل والانتشار لا يمكن أن يُعدّ مفلساً. فالإنسان هو أهم رأسمال، وليس الموارد الطبيعية فقط”.
وأكد أن “الفساد وسوء إدارة الحكومات السابقة هما سبب ما وصل إليه لبنان، وليس غياب الإمكانات”. وأوضح أن “بعض المؤسسات بقيت صامدة بإدارة رشيدة، فيما انهارت أخرى بفعل السرقات”.
وأشار إلى مؤشرات اقتصادية مشجعة، منها:
ارتفاع رخص البناء بنسبة 18%.
دخول نحو 700 ألف شخص إلى لبنان في تموز.
ارتفاع سندات اليوروبوندز من 6 إلى 20%.
ودعا الوفد إلى الاستثمار في لبنان والمشاركة في مشاريعه، مؤكداً استعداده لتوقيع أي مرسوم يسهم في تسريع الحلول. كما أشار إلى أن الحكومة تعمل حالياً على مشروع قانون لمعالجة “الفجوة المالية” بهدف دراسة كيفية إعادة أموال المودعين.
لقاءات أخرى
مع وزير المال وحاكم مصرف لبنان
استعرض الرئيس عون الأوضاع المالية في البلاد مع وزير المال ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، وتم التطرق إلى سبل تعزيز الاستقرار النقدي والمالي.
مع النائب ميشال معوض
التقى الرئيس عون النائب ميشال معوض، الذي أكد دعمه لمشروع بناء الدولة القوية والسيدة، قائلاً:
“لأول مرة منذ عقود نشهد دولة تسعى فعلاً لبسط سلطتها واحتكار السلاح وإدارة علاقات لبنان الخارجية بموجب السيادة والمصلحة الوطنية”.
ورأى معوض أن “الورقة التي أقرتها الحكومة تشكّل فرصة تاريخية للخروج من دوامة الانقسامات والمغامرات والحروب، ويجب التمسك بها لبناء لبنان آمن ومستقر”.
ورداً على سؤال حول المسيرات الرافضة لقرار الحكومة، شدد على أن “حرية التعبير مكفولة تحت سقف القانون، لكن اليوم باتت الدولة هي من يتخذ القرار باسم الجميع”.
ملف الصحة والتعاضد الاجتماعي
كما استقبل الرئيس عون وفداً من اتحاد صناديق التعاضد الصحية في لبنان برئاسة غسان ضو، حيث تم عرض دور الصناديق في تغطية مئات الآلاف من اللبنانيين والمساهمة في تخفيف العبء الاستشفائي.
وأكد الوفد أهمية اعتماد البطاقة الصحية الوطنية لجميع اللبنانيين، والدمج بين صناديق الضمان والتعاضد من أجل نظام استشفائي مستدام.
دعم رئاسي لمطالب القطاع الصحي
الرئيس عون شدد على أن “الصحة والتعليم هما أساس النهوض في أي بلد”، مشيراً إلى تجربة الجيش اللبناني في تأمين الطبابة لأكثر من 400 ألف شخص، ومثمّناً مساهمة الجهات الصحية في دعم الصمود الاجتماعي.
وأعرب عن التزامه بمتابعة مطالب الوفد والعمل على تحقيقها، مؤكداً أهمية توفير الطبابة لكافة فئات المجتمع اللبناني، خصوصاً في ظل الأزمات المتلاحقة.