منشأة فوردو الإيرانية (أرشيفية- فرانس برس)

في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتصاعد التكهنات بشأن تدخل أميركي مباشر، كشفت تقارير إعلامية عن الخطط الإسرائيلية الموضوعة لاستهداف منشأة فوردو النووية، التي تُعد من أكثر المواقع تحصيناً ضمن برنامج إيران النووي، وتقع داخل شبكة أنفاق على عمق يتراوح بين 80 و100 متر تحت الأرض، على بُعد نحو 32 كيلومترًا شمال شرقي مدينة قُم.

وبحسب شبكة «فوكس نيوز»، تفكر إسرائيل في الاعتماد على وحدة الكوماندوس «شلداج» التابعة لسلاح الجو، المعروفة بالاسم العبري «الرفراف» — وهو طائر يشتهر بقدرته على الغوص العميق للانقضاض على فريسته — لتنفيذ عملية تسلل إلى داخل الموقع لزرع متفجرات وتدميره من الداخل.

رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق عاموس يادلين أوضح أن هذه الوحدة نجحت سابقاً في تنفيذ عملية مشابهة في سوريا العام الماضي، إذ دمرت مصنعاً لإنتاج صواريخ باليستية كان مبنياً على عمق 300 قدم تحت الأرض، بعد أن حيّد سلاح الجو الحراسة المحيطة بالموقع.

كما ذكّر يادلين بعملية «أوبرا» التي استهدفت فيها إسرائيل المفاعل النووي العراقي «تموز» عام 1981، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية نجحت حينها في تجاوز القيود التقنية ونفذت الهجوم رغم بدائية القنابل وعدم توفر نظم تحديد المواقع الحديثة أو قدرات التزود بالوقود جواً.

ورغم قدرة «الرفراف» على تنفيذ عمليات دقيقة، يبقى استهداف فوردو تحدياً خاصاً بالنظر إلى تحصينه العميق، لذلك تفضّل إسرائيل في النهاية الاستعانة بقدرات أميركية، مثل قاذفات «B-2» الشبحية والقنابل الخارقة للتحصينات التي يبلغ وزنها نحو 30 ألف رطل، لتحقيق اختراق فعّال.

إلى جانب ذلك، تدرس إسرائيل خياراً بديلاً يقوم على تعطيل الطاقة الكهربائية المغذية للمنشأة، مما يؤدي إلى شل أجهزة الطرد المركزي المسؤولة عن تخصيب اليورانيوم، وجعلها غير قابلة للتشغيل مجدداً.

وفي مقابلة تلفزيونية قبل أيام، لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى امتلاك بلاده «عدة أوراق» للتعامل مع فوردو، رافضاً الكشف عن تفاصيلها، بينما لا يزال الرئيس الأميركي دونالد ترامب متردداً في حسم موقفه من مشاركة بلاده بشكل مباشر في قصف المنشأة النووية الأكثر تحصيناً في إيران.

البحث