قبل ساعات من الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مجمعاً سكنياً في الدوحة، كانت الأجواء تتجه نحو فرصة تفاوضية جديدة لوقف إطلاق النار. فبعدما وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما وصفه بـ “التحذير الأخير” لحركة حماس للقبول بالصفقة الأميركية، دخلت قطر على خط الوساطة بشكل مكثف.
مساء الاثنين، التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني القيادي في حماس خليل الحية، كبير مفاوضي الحركة. وبحسب مصادر مطلعة، انتهى الاجتماع قبيل التاسعة والنصف ليلاً، لكن الاتصالات لم تتوقف عند هذا الحد. فبعد مغادرة الحية، فتح القطريون قنوات اتصال مباشرة مع الإسرائيليين لإطلاعهم على نتائج اللقاء، واستمرت المحادثات حتى ساعات الفجر الأولى بانتظار رد من حماس.
غير أنّ إسرائيل كانت تتحرك على مسار مختلف تماماً. فبحسب شبكة “سي إن إن”، وبناءً على شهادات مسؤولين في تل أبيب والدوحة وواشنطن، كانت خطة استهداف الدوحة قيد التحضير منذ أسابيع، ورأت الحكومة الإسرائيلية أن المخاطرة بتنفيذها مبررة.
ورغم اعتراض رئيس الأركان إيال زامير ورئيس الموساد ديفيد برنياع على توقيت العملية، خاصة أنها جاءت بعد أيام فقط من طرح واشنطن مقترحها الجديد، مضى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في قراره متجاوزاً تحفظاتهما. فقد سبق أن عارض زامير خطة السيطرة على غزة محذراً من تعريض الرهائن للخطر، كما تم تهميش برنياع لصالح المقرّب من نتنياهو، رون ديرمر، لقيادة فريق التفاوض.
المعلومات الاستخباراتية التي وردت إلى جهاز “الشاباك” أفادت بوجود قيادات من حماس في الدوحة لمناقشة المقترح الأميركي، وعلى رأسهم خليل الحية. حصلت العملية على موافقة أولية الاثنين، وأُرجئت ليوم واحد للتأكد من هوية المستهدفين.
ظهر الثلاثاء، أقلعت أكثر من عشر مقاتلات إسرائيلية، في عملية وُصفت بأنها واحدة من أعقد المهمات بعيدة المدى التي نفذتها تل أبيب، لتصيب المجمع السكني في الدوحة وتعلن بدء فصل جديد من التصعيد.