أصبحت الساعات الذكية (Smartwatch) من الأجهزة الشائعة عالمياً بين المستهلكين، حيث شهدت شحناتها زيادة بنسبة 11% سنويًا بين عامي 2021 و2025، ووُزعت نحو 280 مليون وحدة خلال عام 2024.
الساعة الذكية ووظائفها المتطورة
الساعة الذكية ليست مجرد جهاز محمول يُستخدم بدلاً من الهاتف للاتصال والرسائل، بل تطورت لتشمل ميزات متعددة مثل المساعد الشخصي (مثل سيري) وتتبع اللياقة البدنية والصحة. وقد تحولت هذه الأجهزة إلى أدوات لمراقبة الصحة القابلة للارتداء (Wearable Health Monitoring)، إذ يمكنها بفضل مستشعراتها المتقدمة متابعة نشاط المستخدم ومراقبة مؤشرات حيوية مهمة مثل معدل نبضات القلب والتنفس وتشبع الأكسجين وضغط الدم.
في الولايات المتحدة، أدى الاستخدام المتزايد للساعات الذكية إلى توفر كميات هائلة من البيانات البيومترية الجديدة التي تساعد مقدمي الرعاية الصحية على تحسين علاج المرضى. وهناك نماذج معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تستخدم لمراقبة الصحة بشكل موثوق.
التحديات الطبية
رغم الفوائد، لا تزال هناك بعض الشكوك في الأوساط الطبية حول مدى دقة هذه الأجهزة، فهي ليست مضيعة للوقت، لكنها بحاجة إلى تطوير تقني ودعم علمي لترجمة بياناتها بشكل صحيح ومفيد للمستخدم.
الجوانب الصحية للساعات الذكية
تخطيط كهربائية القلب (ECG):
تستخدم الساعات الذكية جهاز تخطيط قلب أحادي القطب (Single-Lead ECG) لتسجيل النشاط الكهربائي للقلب، وهو أقل دقة من تخطيط القلب الطبي التقليدي (ذو 12 سلكاً). هذا النوع من التخطيط يوفر مراقبة مستمرة ونماذج مبسطة، لكنه قد لا يكتشف بعض أمراض القلب أو اضطرابات التوصيل الكهربائي، كما أنه حساس للتشويش ويتطلب ارتداء الجهاز بطريقة صحيحة للحصول على بيانات دقيقة. وعليه، لا يُعتبر بديلاً عن الفحوص الطبية التقليدية.
تقييم لياقة القلب (Cardio Fitness):
تقيس الساعات الذكية قدرة الجسم على استخدام الأكسجين (VO2 Max) أثناء الجهد البدني، وهو مؤشر على اللياقة والقوة التنفسية والقلبية. لكن القياس في الساعات الذكية لا يأخذ وزن الجسم في الحسبان، مما قد يؤثر على دقته، خاصة لدى الأشخاص ذوي الأوزان المختلفة. ومع ذلك، يُستخدم هذا المؤشر لتقديم إشعارات عند انخفاض اللياقة، ويمكن تحسينها بالممارسة الرياضية المنتظمة.
مراقبة نبضات القلب:
ترصد الساعات الذكية نبضات القلب أثناء الراحة، وتنبه المستخدم إذا كانت مرتفعة جداً أو منخفضة جداً، مما قد يشير إلى حالات تستدعي مراجعة طبية. كما يمكنها اكتشاف عدم انتظام نبضات القلب، مثل الرجفان الأذيني، وهو اضطراب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج. مع ذلك، قد تصدر الأجهزة تنبيهات خاطئة تسبب قلقاً غير مبرراً، لذلك يجب تأكيد التشخيص بالفحوص الطبية.
الدقة والثقة بالبيانات:
تواجه الساعات الذكية تحديات في الدقة بسبب عوامل متعددة مثل لون البشرة، الوشم، الحركة أثناء التمرين، وضوضاء البيئة. قد تقل دقة قياس نبضات القلب في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة أو عند أداء تمارين شديدة الحركة. كما أن قياسات أخرى مثل السعرات المحروقة، مراحل النوم، ومستوى التوتر تُعتبر تقديرات تقريبية وليست دقيقة بنسبة 100%. لذا، يجب استخدام بيانات الساعة الذكية كمؤشرات عامة وليست تشخيصاً طبياً نهائياً.