حذّرت الدكتورة يكاتيرينا كاشوخ من الأعباء الجسدية الكبيرة التي يفرضها السفر الجوي، مؤكدة أن الضغط المنخفض، ونقص الأكسجين، والجفاف هي من أبرز التحديات التي تواجه الجسم أثناء الطيران، وقد تُشكّل خطرًا حقيقيًا على بعض الأشخاص.
وأشارت الطبيبة إلى أن السفر بالطائرة لا يُنصح به، بل قد يكون خطيرًا أو حتى مميتًا، بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التهابات الأذن والأنف والجيوب الأنفية أو أمراض القلب والأوعية الدموية غير المستقرة.
وقالت كاشوخ: “ينبغي الامتناع تمامًا عن السفر بالطائرة في حال الإصابة بالتهاب حاد في الأذن، خاصة إذا ترافق مع أمراض تنفسية فيروسية مثل الزكام الحاد أو سيلان الأنف“، موضحة أن التهاب البلعوم الأنفي يؤدي إلى تضييق فتحة قناة استاكيوس، مما يمنع توازن الضغط بين الأذن الوسطى وتجويف الفم.
وأضافت أن الفروقات الكبيرة في الضغط خلال الإقلاع أو الهبوط قد تؤدي إلى تمزق طبلة الأذن أو نزيف في تجويف الأذن.
كما نبّهت إلى أن تورم الأغشية المخاطية يعيق تصريف الجيوب الأنفية، ما يسبب ركود المخاط ونمو البكتيريا، وهو ما قد يؤدي إلى التهاب حاد في الجيوب الأنفية خلال ساعتين إلى أربع ساعات فقط من لحظة الهبوط.
وفيما يتعلق بأمراض القلب، شدّدت الطبيبة على أن السفر الجوي محفوف بالمخاطر لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشديد أو أمراض قلبية غير مستقرة، قائلة: “الطيران قد يزيد من خطر الإصابة بـأزمة ضغط دم، أو جلطة دماغية، أو حتى احتشاء عضلة القلب“.
وأكدت كاشوخ أن السفر الجوي ممنوع تمامًا خلال 3 إلى 4 أسابيع بعد الإصابة باحتشاء عضلة القلب، ولمدة شهرين بعد التعرّض لجلطة دماغية إقفارية، مشيرة إلى أن التغيرات في الضغط الجوي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وأضافت أن المرضى المصابين باضطرابات نفسية في مراحلها الحادة يُمنعون أيضًا من السفر، لاحتمال إظهارهم سلوكًا عدوانيًا، أو شعورهم بـالهلع من الأماكن الضيقة، بل وقد يحاول بعضهم فتح باب الطائرة أثناء الرحلة.
كما حذّرت الطبيبة من السفر في حالات استرواح الصدر أو بعد العمليات الجراحية الحديثة، مشيرة إلى أن انخفاض الضغط الجوي داخل الطائرة قد يؤدي إلى تباعد الغرز الجراحية أو نزيف داخلي.
وبالنسبة للنساء، أوضحت كاشوخ أن الحمل لا يُعد مانعًا مطلقًا للسفر، لكنه يتطلب استشارة طبية في جميع مراحله، مؤكدة أن الحالات التي تشمل الدوالي الشديدة تستدعي الحذر الشديد عند الطيران.
وتأتي هذه التحذيرات وسط تزايد حركة السفر الجوي خلال شهري تموز وآب، مع بداية موسم العطلات وارتفاع معدل الرحلات حول العالم، ما يستدعي وعيًا طبيًا أكبر بالمخاطر المحتملة للطيران على بعض الفئات الصحية.