تلفت الأبحاث الحديثة إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يبدأ منذ فترة طويلة قبل تشخيص مرض السكري من النوع 2، حيث يمتد هذا الخطر إلى نحو 30 عامًا قبل الكشف عن المرض.
وفي حال كنت مصابًا بالسكري، فإن احتمالات إصابتك بنوبة قلبية أو سكتة دماغية تتضاعف مقارنة بالشخص غير المصاب بالسكري، حتى وإن حافظت على مستويات السكر في الدم تحت السيطرة.
الأمراض المشتركة
يربط الباحثون بين مرض السكري وأمراض القلب، حيث يُعتقد أن هناك عوامل مشتركة تساهم في حدوثهما، مثل تراكم الدهون في منطقة البطن، وهو ما يعرف بالسمنة الحشوية، والتي تحدث عادة جنبًا إلى جنب مع ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون والسكر في الدم. تُعرف هذه المجموعة من الأعراض بـ “متلازمة التمثيل الغذائي”.
مخاطر القلب قبل اكتشاف السكري
قام الباحثون بدراسة بيانات من السجل الصحي الوطني الدنماركي لتتبع الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية قبل وبعد تشخيص مرض السكري. شملت الدراسة 127092 شخصًا تم تشخيص إصابتهم بالسكري بين عامي 2010 و2015، وقورنت هذه الحالات بمجموعة من 381023 شخصًا غير مصابين بالسكري. ووجدت الدراسة أن الأشخاص المصابين بالسكري كانوا أكثر عرضة بنسبة 11.2% للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية على مدار 30 عامًا، مقارنة بـ 4.7% للأشخاص غير المصابين.
نظرة عامة عن مرض السكري
في مرض السكري من النوع 2، يعاني الجسم من مقاومة للأنسولين، ما يؤدي إلى عدم قدرة الخلايا على امتصاص الغلوكوز من الدم بشكل فعال. ومع مرور الوقت، يفشل البنكرياس في إنتاج كمية كافية من الأنسولين، ما يؤدي إلى مرحلة ما قبل السكري ومن ثم مرض السكري. السمنة الحشوية تعد واحدة من العوامل الرئيسية المرتبطة بمقاومة الأنسولين.
الوقاية من السكري
يوصي الخبراء بتبني نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم واتباع نظام غذائي متوازن، للحد من خطر الإصابة بالسكري. يمكن أيضًا للأشخاص المعرضين وراثيًا لتطوير المرض تقليل المخاطر عن طريق الحفاظ على وزن صحي.
الرصد الطبي والأدوية
تحث الدراسات الحديثة بتركيز مرضى السكري على مراقبة مستويات سكر الدم، حيث إن ارتفاع السكر غير المنضبط قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح المرضى باستخدام أدوية جديدة، مثل مثبطات SGLT-2 وناهضات GLP-1، التي أثبتت فعاليتها في تحسين مستوى السكر في الدم وتقليل المخاطر المرتبطة بالقلب.
وفي حال كنت مصابًا بالسكري أو معرضًا لخطر الإصابة به، يوصى بالتحدث مع الطبيب حول الخيارات العلاجية المناسبة.