في كارثة إنسانية مفجعة، لقي أكثر من 1000 شخص مصرعهم في انهيار أرضي ضخم اجتاح قرية بأكملها في منطقة جبال مرة بإقليم دارفور غرب السودان، بحسب ما أعلنت حركة «جيش تحرير السودان» التي تسيطر على المنطقة.
وقالت الحركة التي يقودها عبد الواحد نور في بيان، مساء الإثنين، إن الانهيار الأرضي وقع يوم الأحد الماضي نتيجة أمطار غزيرة ضربت المنطقة، مضيفة أن قرية ترسين شرق جبل مرة سُويت بالأرض تماماً، ولم ينجُ من سكانها سوى شخص واحد فقط.
وناشدت الحركة المجتمع الدولي ووكالات الإغاثة والأمم المتحدة التدخل العاجل، للمساعدة في انتشال جثامين الضحايا، وتقديم الدعم الإنساني العاجل، في ظل غياب تام للبنية التحتية والخدمات الطبية في المنطقة.
سياق مأساوي متفاقم
ويأتي هذا الحادث في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة، حيث تستمر الحرب في السودان للعام الثاني بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى أزمات جوع حادة، ونزوح الملايين، خصوصاً من ولايات دارفور الخمس.
وكانت منطقة جبال مرة قد أصبحت ملاذاً للعديد من النازحين الهاربين من المعارك في شمال دارفور، لكنهم وجدوا أنفسهم في بيئة شديدة الوعورة، من دون غذاء أو دواء كافٍ، ما فاقم من هشاشة الوضع الإنساني.
وتُعد قرية “ترسين” واحدة من العديد من القرى النائية التي تستضيف نازحين في المنطقة الجبلية الوعرة، والتي باتت اليوم مقبرة جماعية تحت أنقاض الانهيار الأرضي، في ظل غياب مؤسسات الدولة ومساعدات الإغاثة.
دعوات عاجلة للتحرك
طالبت الحركة المجتمع الدولي بـ”تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية”، وحثت على إرسال فرق إنقاذ ومساعدات طبية، وسط مخاوف من تفشي الأمراض في حال استمرار دفن الجثامين تحت الأنقاض.
يُشار إلى أن حجم الكارثة يُعد من الأكبر في تاريخ السودان الحديث، سواء من حيث عدد الضحايا أو من حيث الدمار الكامل للقرية، مما يضع الاستجابة الإنسانية أمام تحديات كبرى في ظل استمرار الصراع المسلح في البلاد.