أكد المستشار الأميركي للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضع تحقيق السلام في السودان ضمن الأولويات، مشيراً إلى أن واشنطن وشركاءها قدموا خطة متكاملة للحل، غير أنّ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رفضا تبنيها.
وأوضح بولس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش في أبوظبي، أن الإدارة الأميركية تدين الفظاعات المرتكبة من الطرفين، وتدعو إلى محاسبة المسؤولين عنها، لافتاً إلى أن مستويات المجاعة والنزوح في السودان بلغت مستويات غير مسبوقة. كما عبّر عن أمله بتمسّك طرفي النزاع بالإعلان الأحادي الذي أصدرته قوات الدعم السريع بشأن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر.
من جهته، رحّب قرقاش بالجهود الأميركية لإنهاء المأساة السودانية، مؤكداً رفض الإمارات لأي دور للجماعات المتطرفة المرتبطة بتنظيم الإخوان في صياغة مستقبل البلاد. وشدد على أن الحل العسكري غير وارد، داعياً إلى محاكمات عادلة لكل من تورّط في دماء السودانيين، ومشيراً إلى أن المعلومات المضللة لن تُثني بلاده عن مواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
وكان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو أعلن مساء الاثنين وقفاً للعمليات القتالية لمدة ثلاثة أشهر، مع القبول بآلية مراقبة دولية. في المقابل، جدّد قائد الجيش عبد الفتاح البرهان رفضه لأي تسوية تُبقي الدعم السريع في المشهدين السياسي أو العسكري، مطالباً بانسحابه من المناطق المدنية.
يذكر أن “الرباعية الدولية” التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، كانت قد طرحت في سبتمبر الماضي مبادرة تتضمن هدنة إنسانية لثلاثة أشهر تليها مرحلة انتقالية قصيرة نحو حكم مدني، مع التشديد على استبعاد الحل العسكري وإبعاد التيارات الإسلامية عن ترتيب مرحلة ما بعد الحرب.