في خطوة تهدف إلى احتواء التوتر المستمر منذ أسابيع، أعلن الشيخ يوسف جربوع، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، عن التوصّل إلى اتفاق مع الحكومة السورية يقضي بوقف العمليات العسكرية في المحافظة، وتنظيم انتشار السلاح غير الخاضع للدولة.
وفي بيان ألقاه الأربعاء، أوضح جربوع أن الاتفاق يتضمن وقفًا شاملًا للعمليات القتالية، وعودة وحدات الجيش إلى ثكناتها، إلى جانب تشكيل لجنة مشتركة من الدولة ووجهاء السويداء لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق.
كما نصّ على ضبط وجود السلاح الثقيل داخل المحافظة، وتفعيل مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن الانتهاكات الأخيرة، وتأمين طريق دمشق – السويداء لإعادة ربطها بالعاصمة.
لكن هذه المبادرة لم تلقَ إجماعًا داخل الطائفة الدرزية، إذ أعلن الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، رفضه الكامل للاتفاق، معتبرًا أن القتال سيستمر “حتى تحرير السويداء بالكامل”، في موقف يُبقي على حالة الانقسام ويعكس عمق التباين في الرؤى بين المرجعيات الدينية والقيادات المحلية.
هذا الانقسام الديني والسياسي يعقّد المشهد الميداني في المحافظة التي تعيش حالة احتقان غير مسبوقة، وسط مطالب شعبية متزايدة بتفعيل مؤسسات الدولة وضمان الأمن وإنهاء المظاهر المسلحة.