أثبتت دراسة حديثة في معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب التابع للكلية الملكية في لندن أن زيادة مستويات السيروتونين في اللُّحاء الجبهي ترتبط بتفاقم الأعراض السلبية لانفصام الشخصية، مثل العزلة الاجتماعية، انخفاض الدوافع، وفقدان القدرة على الاستمتاع بالحياة، ما يعيق التعافي والعودة للحياة الطبيعية.
وشملت الدراسة 54 مشاركًا، بينهم 26 مريضًا بانفصام الشخصية و28 متطوعًا أصحاء. وخضع جميع المشاركين لتصوير مقطعي بوزيتروني (PET) لتحديد مستقبلات السيروتونين، وتم إعطاؤهم جرعة من الأمفيتامين-d لتحفيز إطلاق السيروتونين. أظهرت النتائج زيادة ملحوظة في إطلاق السيروتونين في مناطق الدماغ المرتبطة بالدوافع والتخطيط لدى مرضى انفصام الشخصية مقارنة بالمجموعة الضابطة، كما وجدت علاقة واضحة بين زيادة السيروتونين وشدة الأعراض السلبية ومستوى الاختلال الوظيفي.
السيروتونين، المعروف أحيانًا بـ”هرمون السعادة”، يلعب أدوارًا مهمة تشمل:
- تنظيم المزاج والشعور بالرفاهية: انخفاضه مرتبط بالاكتئاب والقلق.
- النوم واليقظة: يؤثر على إنتاج الميلاتونين وتنظيم الساعة البيولوجية.
- الوظائف المعرفية: يؤثر على الذاكرة والتركيز والتعلم.
- الشهية والهضم: ينظم حركة الجهاز الهضمي والشعور بالشبع.
- السلوك الاجتماعي والدافع الجنسي: المستويات المتوازنة تعزز التفاعل الاجتماعي والدافع الجنسي.
تؤكد الدراسة أن فرط نشاط السيروتونين قد يكون عاملًا مركزيًا في صعوبة التعافي لدى مرضى انفصام الشخصية، ما يفتح آفاقًا جديدة للبحث عن استراتيجيات علاجية تستهدف التوازن الدقيق لهذا الناقل العصبي.