شباك المرمى

يصعب تصور كرة القدم اليوم دون وجود الشباك في المرمى، التي تعطي كل هدف طعماً خاصاً عند اهتزازها. لكن الشباك لم تكن جزءًا من اللعبة في بداياتها، إذ كانت المباريات تُلعب في إنجلترا منذ عام 1846 بدون شباك، مما كان يثير خلافات كبيرة حول ما إذا كانت الكرة قد دخلت المرمى أم لا.

في البداية، كانت الأهداف عبارة عن عمودين فقط، وكان الجدل بين اللاعبين والحكام يتصاعد أحيانًا ليتحول إلى مشاجرات في المدرجات. في عام 1866، إثر شجار حول هدف، تم تمديد حبل بين العمودين لتحديد المرمى، ثم تم استبداله بعارضة في عام 1875.

إلا أن النزاعات حول الأهداف استمرت، وكانت أبرز حادثة عام 1889 خلال مباراة بين فريق إيفرتون وفريق آخر في ليفربول، حيث تفاقم الشجار بشكل كبير. كان حاضراً في تلك المباراة المهندس الشاب جون ألكسندر برودي، الذي تعرض للكدمات في المشاجرة. هذا المهندس، الذي كان يفكر في حل دائم، جاء بفكرة مبتكرة لمرمى مزود بشباك لتجنب هذه الخلافات. استلهم برودي فكرته من الطريقة التي تُنقل بها الصناديق في الموانئ باستخدام الشبكة.

في عام 1891، حصل برودي على براءة اختراع “جيب شبكة كرة القدم”، وأدخلت الشباك إلى الملاعب لأول مرة في مباراة رسمية بين فريقي شمال وجنوب إنجلترا.

لكن، قبل كل هذا، كانت هناك لعبة قديمة في الصين تسمى “تسو تشو”، وهي أقدم سابقة لكرة القدم. كانت تُلعب في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، وكانت مشابهة لكرة القدم الحديثة لكنها بدون مرمى. بدلًا من ذلك، كانت ثقوب في الأرض تستخدم لتحديد الأهداف. تروي الأساطير الصينية أن اللعبة كانت قاسية للغاية، وارتبطت بالقوة العسكرية في الجيش الإمبراطوري الصيني.

وفي 2004، اعترف الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” رسمياً بأن لعبة “تسو تشو” هي الأقدم والأصيلة من حيث سلف كرة القدم الحديثة.

البحث