صورة من الأرشيف

أجرى علماء صينيون لأول مرة غوصًا مأهولًا تحت المياه المغطاة بالجليد في القطب الشمالي باستخدام الغواصة العلمية «جياولونغ»، ضمن البعثة الصينية الخامسة عشرة إلى القطب الشمالي، والتي تُعدّ الأوسع نطاقًا والأعمق في تاريخ الأبحاث الصينية بالمحيط المتجمد الشمالي.

ولم تقتصر المهمة على الغوص المأهول، بل شملت تنسيقًا فريدًا مع روبوت بحري موجّه عن بُعد؛ إذ أوضح قائد «جياولونغ» فو جين تاو أنهم تدربوا على الاتصال تحت الماء، ودقة تحديد المواقع، وتزامن الحركة، ما أتاح تنفيذ مهام معقّدة على أعماق كبيرة والاستعداد لعمليات مستقبلية تعمل فيها عدة غواصات معًا.

وخلال عمليات الغوص، جمع الفريق العلمي مئات العينات—من القشريات وعناكب البحر وشقائق النعمان إلى الصخور الرسوبية وعينات المياه—مما أتاح دراسة أدق للنظام البيئي البحري والتنوع الحيوي والتركيب الكيميائي للمياه وحالة الجليد. وأشار المركز الوطني للمياه العميقة في تشينغداو إلى أن العينات التي حصلوا عليها بواسطة «جياولونغ» تفوق جودة تلك المأخوذة من البحار التقليدية، وهو أمر جوهري للتعرّف على الأنواع ودراسة تغيّر المناخ.

واعتمد العلماء في تحليل العينات على أدوات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحمض النووي البيئي؛ فساعد الذكاء الاصطناعي في التسريع من التعرف على الأنواع، بينما مكّنت تقنيات الحمض النووي من رصد الكائنات الدقيقة غير المرئية.

وضمّ أسطول البعثة كاسحتي الجليد «شيويلونغ-2» و«جيدي»، وسفينتي الأبحاث «تانشيو-3» و«شينهاي-1»، إلى جانب «جياولونغ». وانطلقت الرحلة من ميناء تشينغداو شمالًا حتى خط عرض 77.5 درجة وصولًا إلى المناطق المركزية من المحيط المتجمد الشمالي لإجراء أرصاد للأنظمة البيئية والجليد والتيارات. وبعد انتهاء المهمة، عاد نحو 100 مشارك إلى شنغهاي، فيما نفّذت «جياولونغ» أكثر من عشر غطسات عميقة اختُبرت خلالها منهجيات جديدة للعمل على العينات والتنسيق مع الروبوتات.

البحث