في اكتشاف علمي غير مسبوق، كشف فريق بحثي دولي بقيادة الصين عن أن سلفًا قديمًا لنبتة الطماطم هو أحد “الوالدين البيولوجيين” للبطاطس التي نعرفها اليوم، ما يلقي ضوءاً جديداً على العلاقة التطورية بين اثنين من أكثر المكونات الغذائية شيوعًا في مطابخ العالم.
وبحسب صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست، فقد توصل العلماء إلى هذا الربط المفاجئ من خلال تحليل معمق للبيانات الجينية لنباتات البطاطس البرية والمزروعة، مشيرين إلى أن سلفاً للطماطم قام قبل نحو 9 ملايين عام بالتهجين مع نبات شبيه بالبطاطس يُعرف باسم إيتوبيروسوم، وهو ما أدى إلى ظهور النوع الذي ينتج درنات تحت الأرض – السمة الأهم للبطاطس المعاصرة.
ويُعد هذا الكشف بمثابة حلٍّ للغز تطوري طالما حيّر الباحثين، ويعزز فهمنا لكيفية تطوّر هذا المحصول الأساسي الذي يحتل المرتبة الثالثة عالميًا بعد الأرز والقمح من حيث الاستهلاك البشري.
وقال الفريق العلمي في دراسته المنشورة: “نحن لا نكشف فقط أن البطاطس المزروعة وأقاربها البرية تنحدر من حدث تهجين قديم، بل نثبت أيضاً أن ظهور الدرنات – هذه السمة الفريدة – هو نتيجة مباشرة لهذا الأصل الهجين”.
ويقدّر الباحثون أن نحو 40% من الجينات التي تتكون منها البطاطس الحالية، تعود إلى نباتات الطماطم، بينما يشكل إيتوبيروسوم المصدر الجيني الباقي.
وتعليقًا على أهمية هذه النتائج، قالت لورين ريسبيرغ، أستاذة علم النبات بجامعة كولومبيا البريطانية، إن الدراسة تمثل “التقرير الأكثر إقناعاً حتى اليوم بشأن الدور المحوري للتهجين في تنوع النباتات”.
من جهته، أشار جيمس ماليت، أستاذ البيولوجيا التطورية في جامعة هارفارد، إلى أن هذا الاكتشاف “رائد”، موضحًا أن التهجين بين الأنواع قد يؤدي إلى ظهور أعضاء جديدة، وربما حتى أنواع نباتية مختلفة بالكامل.
ويأمل العلماء أن تساهم هذه النتائج في تطوير أصناف هجينة من البطاطس مستقبلاً، تعتمد على فهم أدق للتركيب الجيني للنبات، وتُفتح آفاقاً لتحسين المحاصيل بما يخدم الأمن الغذائي العالمي.
واختتم الباحث الرئيسي في الدراسة، هوانغ سانوين، تصريحه بالقول: “قد لا تكون الطماطم فقط جزءاً من ماضي البطاطس… بل من مستقبلها أيضاً”.