قام فريق من الباحثين في جامعة شانتو الصينية بإجراء دراسة موسعة حول العلاقة المحتملة بين التكرار الجنسي والصحة النفسية، شملت الآلاف من البالغين في الولايات المتحدة. وهدف البحث إلى دراسة تأثير وتيرة النشاط الجنسي على الحالة المزاجية ومستويات الاكتئاب، خاصة في ظل محدودية فعالية بعض العلاجات النفسية التقليدية.
شملت الدراسة 14741 بالغًا أمريكيًا، حيث طُلب منهم ملء استبيانات تتعلق بنشاطهم الجنسي وتقييم حالتهم النفسية باستخدام استبيان تشخيصي معروف باسم “PHQ-9”. أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يمارسون الجنس مرة واحدة على الأقل في الأسبوع كانوا أقل عرضة للإصابة بأعراض اضطراب المزاج بنسبة تصل إلى 24% مقارنة بمن يمارسونه أقل من مرة شهريًا.
وبينت الدراسة أن هذه الفوائد الوقائية كانت أكثر وضوحًا بين الفئة العمرية 20-30 عامًا، حيث كان هؤلاء الشبان الأكثر استفادة من هذه العلاقة الحميمة في الوقاية من الاكتئاب. وقد وجد الفريق أن ممارسة الجنس مرة واحدة أسبوعيًا تساهم بشكل ملحوظ في تقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب، مع التأكيد على أن هذه الوتيرة من النشاط الجنسي تعزز الصحة النفسية دون الحاجة إلى الإفراط.
وتوصل الباحثون إلى أن الفائدة القصوى تأتي عندما يتم ممارسة الجنس حوالي 103 مرات سنويًا، أي ما يعادل مرتين أسبوعيًا تقريبًا. ويعود هذا التأثير الإيجابي إلى إفراز الجسم لهرمونات “السعادة”، مثل الإندورفين والدوبامين، والتي تساهم في تقليل التوتر، تخفيف الألم، وتحسين المزاج. وتزيد مستويات هذه المواد الكيميائية في الجسم خلال العلاقة الحميمة بنسبة تصل إلى 200%.
علق البروفيسور موتونغ تشين، المعد المشارك في الدراسة، قائلًا: “بغض النظر عن التوجه الجنسي، يساهم النشاط الجنسي في تحسين الصحة النفسية وجودة الحياة”.
ويأمل الباحثون أن تشجع هذه النتائج على دمج الرعاية الجنسية ضمن استراتيجيات تعزيز الصحة النفسية، وتوفير بدائل طبيعية ومكملة للعلاجات التقليدية التي تستخدم لمكافحة الاكتئاب، خصوصًا في ظل معاناة حوالي 280 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، في وقت تبقى فيه العلاجات التقليدية مثل الأدوية النفسية والعلاج النفسي فعالة فقط لنصف المرضى تقريبًا.