في اكتشاف فلكي مثير، أعلن علماء فلك عن رصد كوكب خارجي غريب أطلقوا عليه اسم TOI-2431 b، يقع على بعد نحو 117.4 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة قيطس، ويمثل واحداً من أكثر الكواكب تطرفاً التي تم اكتشافها حتى الآن، حتى وصفه البعض بـ”الجحيم الفضائي”.
حرارة لا تُطاق
على الرغم من أن الكوكب يماثل الأرض في الحجم، إلا أن وجه الشبه يتوقف عند هذا الحد. إذ تبلغ درجة حرارة سطحه نحو 1700 درجة مئوية، وهي كافية لصهر معظم المعادن، ما يجعله بيئة غير صالحة لأي شكل معروف من أشكال الحياة.
دورة خيالية
الأمر الأكثر إثارة هو سرعة دورانه حول نجمه. فـTOI-2431 b يُكمل دورة كاملة حول نجمه خلال 5.4 ساعات فقط، مقارنةً بدورة الأرض التي تستغرق 365 يوماً. هذه السرعة المذهلة تجعله من أسرع الكواكب المعروفة في الكون حتى الآن.
كيف تم اكتشافه؟
اكتُشف الكوكب بواسطة فريق دولي بقيادة الدكتورة كايا هان تاس من جامعة أمستردام، باستخدام القمر الصناعي TESS التابع لوكالة ناسا، والمخصص للبحث عن الكواكب الخارجية عبر رصد التغيرات الطفيفة في سطوع النجوم عندما تمر الكواكب أمامها.
حتى الآن، تمكن TESS من تحديد أكثر من 7600 كوكب مرشح، وقد تم تأكيد وجود 638 كوكباً منها.
نهاية محتومة
ويبدو أن الكوكب لن يعيش طويلاً بمقاييس كونية، إذ تؤكد الحسابات أن TOI-2431 b سيتحطم على سطح نجمه خلال نحو 31 مليون سنة، بسبب قوى المد والجزر التي تجذبه ببطء نحوه. ورغم أن هذه المدة قد تبدو طويلة من منظورنا، فإنها لا تساوي سوى “طرف عين” على مقياس الزمن الكوني.
التلسكوب جيمس ويب يدخل على الخط
يأمل العلماء أن يقدّم تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) مزيداً من المعلومات عن هذا العالم الغريب، وخاصة فيما يتعلق بتركيبه الكيميائي وإمكانية وجود غلاف جوي، وهو ما قد يساعد في فهم طبيعة الكواكب الشديدة القرب من نجومها.
في النهاية، يشكّل TOI-2431 b نموذجاً مدهشاً على غرابة وتنوع العوالم في مجرتنا، ودليلاً آخر على أن الكون ما زال يخفي الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكتشفها.