نشرت جامعة شيفيلد البريطانية دراسة في Cell Reports كشفت عن اكتشاف مفاجئ: جهاز المناعة يشيخ قبل الجسم بعشر سنوات. هذا التدهور المبكر يبدأ من جينات محددة (MYC وUSF1) تؤثر على كفاءة خلايا “الماكروفاج”، وهي خط الدفاع الأول في الجسم ضد العدوى والسرطان.
مع مرور الوقت، تضعف هذه الخلايا، ما يؤدي إلى بطء الاستجابة المناعية وظهور التهابات صامتة تمهد لأمراض مزمنة مثل السكري والخرف. الدراسة بيّنت أن هذا الانهيار ليس عشوائيًا، بل مبرمجًا جينيًا.
من جهة أخرى، كشفت دراسات حديثة أن تراجع المناعة يؤثر أيضًا على الدماغ، مسرّعًا أمراضًا مثل ألزهايمر. واستخدمت جامعة ستانفورد الذكاء الاصطناعي لتحليل ما يُعرف بـ”البصمة المناعية”، وتحديد “العمر المناعي” الحقيقي للفرد، الذي قد يكون أكبر بكثير من عمره الزمني.
الذكاء الاصطناعي كشف تدهورًا مناعيًا صامتًا لدى أشخاص يُعتبرون “أصحاء” حسب الفحوص التقليدية، ما يفتح الباب لطب استباقي يُعالج قبل ظهور الأعراض.
ومع ازدياد عدد كبار السن في الدول العربية، يصبح تبني هذا النهج ضرورة ملحّة، خصوصًا في ظل انتشار أمراض العصر مثل السمنة والسكري. الحل يبدأ من الوقاية: نمط حياة صحي، نوم منتظم، تقليل التوتر، غذاء متوازن، ونشاط بدني دائم.
النتيجة؟ ليس فقط تأخير الشيخوخة، بل تعزيز جهاز مناعي أقوى، قادر على حماية الجسم لسنوات أطول. المستقبل يبدأ من داخل الخلية.