الغرق

يفقد شخص حياته غرقًا كل دقيقتين حول العالم، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ويُعد الغرق أحد الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال بين عمر سنة وأربع سنوات. وعلى الرغم من ذلك، لا يحظى هذا الخطر بالاهتمام الكافي، ما يجعله من أكثر القضايا المهملة في مجال الصحة العامة.

في لقاء ضمن برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية، شددت الدكتورة كارولين لوكاسزيك، المسؤولة الفنية للوقاية من الإصابات غير المتعمدة، على أن الغرق يمثل تهديدًا صامتًا ومهملًا للصحة العامة. وقالت إن أكثر من 3 ملايين شخص فقدوا حياتهم غرقًا خلال العقد الأخير، رغم التقدّم في مجالات صحة الأم والطفل.

الغرق لا يُنقل… لكنه قاتل
أوضحت لوكاسزيك أن حوادث الغرق غالبًا لا تحظى بتغطية إعلامية واسعة لأنها تحدث في صمت، سواء في القرى أو الأنهار أو حتى في أحواض الاستحمام. وأضافت أن كثيرًا ممن ينجون من الغرق يعانون لاحقًا من إعاقات دائمة تُعيقهم عن العمل أو الحياة المستقلة، مما يضع أعباءً صحية واقتصادية على الأُسر والمجتمعات.

3 أسباب رئيسية لانتشار حوادث الغرق:
البيئات غير الآمنة: يعيش كثير من الناس قرب مسطحات مائية مثل الأنهار والبرك والآبار، حيث يصعب تسييج كل شيء لحماية الأطفال.

نقص الوعي: لا يدرك كثيرون خطورة الغرق، خاصةً مع استخدام المراكب للتنقل أو العمل قرب المياه.

قلة مهارات ومعدات السلامة: غياب تعليم السباحة في المدارس وعدم استخدام سترات النجاة يعرض الناس، خصوصًا الأطفال، لخطر أكبر.

استراتيجيات الوقاية
شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة تعليم الأطفال السباحة منذ الصغر، حتى لو كان ذلك عبر تعلم مهارات بسيطة كالتنفس والطفو. كما دعت إلى:

الإشراف الدائم على الأطفال عند قربهم من الماء

ارتداء سترات النجاة في القوارب

تعلّم الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي

تجنب الانشغال أو تنفيذ مهام متعددة عند مراقبة الأطفال

لا لوم بل وعي
أكدت لوكاسزيك أن رسائل منظمة الصحة العالمية تستهدف دعم الأهل وتوعيتهم دون إلقاء اللوم عليهم، وتقديم حلول عملية لحماية أطفالهم. واختتمت بالقول: “أي شخص يمكن أن يتعرض للغرق، لكن لا يجب أن يغرق أحد. دعونا نحول الماء والسباحة إلى مصدر سعادة وأمان للجميع”.

البحث