امرأة سمينة (صورة تعبيرية)

يلاحظ أنّ النساء المصابات بمرض “ليبويديميا” (Lipoedema) يعانين غالبًا من سوء الفهم والوصم المجتمعي، حيث يعتقد البعض بشكل خاطئ أن تراكم الدهون في أجسامهن هو نتيجة للسمنة أو قلة النشاط البدني.

لكن الحقيقة تختلف تمامًا، فـ “ليبويديميا” هو مرض مزمن يتسبب في تراكم الدهون بشكل غير طبيعي في الساقين، الوركين، الأرداف، وأحيانًا الذراعين، وهو ليس مرتبطًا بالسمنة العادية، بل هو حالة طبية مستقلة تؤثر على ملايين النساء في جميع أنحاء العالم.

ما هو “ليبويديميا”؟
“ليبويديميا” هو اضطراب في الخلايا الدهنية يتسبب في تراكم الدهون بشكل غير طبيعي في الجزء السفلي من الجسم، مما يجعل هذا الجزء يبدو أكبر حجمًا مقارنة بالجزء العلوي. ويسبب هذا المرض مظهرًا غير متناسق للجسم، وقد يجعل الجلد يبدو متموجًا أو مليئًا بالعقد الدهنية، بالإضافة إلى زيادة الحساسية للألم والكدمات.

على الرغم من أن المرض شائع، فإن الأبحاث حوله تظل محدودة منذ أن تم تحديده لأول مرة في الأربعينيات. وتشير التقديرات إلى أن واحدة من كل 10 نساء قد تكون مصابة به، وفقًا لمؤسسة “Lipoedema UK”. ولكن بسبب نقص الوعي الطبي، يتم تشخيص المرض بشكل خاطئ في العديد من الحالات، أو يتم نصح النساء باتباع أنظمة غذائية صارمة لا تجلب أي تحسن.

كيف تعرفين أنكِ مصابة بـ “ليبويديميا”؟
يمر المرض بثلاث مراحل تدريجية، حيث تبدأ الأعراض بالظهور وتزداد مع الوقت:

  • المرحلة الأولى: يكون الجلد ناعمًا مع ظهور كتل دهنية صغيرة تحته، مع سهولة في ظهور الكدمات.
  • المرحلة الثانية: يبدأ الجلد في الظهور بشكل متموج أو مجعد.
  • المرحلة الثالثة: تتكون تراكمات دهنية غير متساوية حول الفخذين والركبتين، مما قد يؤثر على الحركة ويسبب آلامًا في المفاصل.

بالإضافة إلى التأثير الجسدي، يمكن أن يتسبب المرض في مشكلات نفسية مثل القلق، والاكتئاب، وانخفاض الثقة بالنفس بسبب المظهر غير المعتاد وصعوبة تقبله من قبل المجتمع.

هل يوجد علاج لـ “ليبويديميا”؟
حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، لكن هناك طرقًا للتخفيف من الأعراض والسيطرة عليها، مثل:

  • ارتداء الملابس الضاغطة لتحسين الدورة الدموية وتقليل التورم.
  • العلاج اليدوي لتصريف السوائل اللمفاوية، مما يساعد في تقليل الشعور بالثقل.
  • اتباع نظام غذائي صحي للمحافظة على الوزن العام وتجنب تفاقم الأعراض، على الرغم من أن الحمية الغذائية لا تقلل من تراكم الدهون الناتج عن المرض.
  • شفط الدهون كخيار علاجي، لكنه ليس متاحًا دائمًا من خلال الخدمات الصحية الحكومية مثل NHS، ويمكن أن يؤدي إلى مضاعفات إذا لم يتم بواسطة متخصصين في علاج “ليبويديميا”.

لماذا تتأخر النساء في معرفة الحقيقة؟
رغم وضوح أعراض “ليبويديميا”، فإن التشخيص قد يستغرق سنوات طويلة. دراسة أجرتها مؤسسة “Lipoedema UK” في عام 2021 أظهرت أن 57% من النساء البريطانيات أبلغن عن ظهور الأعراض منذ البلوغ، لكن فقط 2% حصلن على تشخيص رسمي في وقت مبكر. في الواقع، يتم تشخيص معظم النساء بعد سن الأربعين، مما يعني أنهن يعانين بصمت لفترة طويلة.

تنصح المؤسسة النساء اللواتي يشتبهن في إصابتهن بالمرض بتوثيق الأعراض وجمع المعلومات قبل زيارة الطبيب، حيث قد يتطلب الأمر مراجعة أخصائي أوعية دموية أو عيادة متخصصة في أمراض الجهاز اللمفاوي للحصول على التشخيص الصحيح.

البحث