تمتلك الفراشات الاستوائية قدرة مذهلة على تغيير نمط أجنحتها وفقًا لفصول السنة، وقد نجح باحثون من الجامعة الوطنية في سنغافورة في تحديد الآلية الجينية التي تقف وراء هذه الظاهرة الفريدة.
وأظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Ecology & Evolution أن الجين المعروف باسم Antennapedia (Antp) يلعب الدور الرئيس في عملية التكيف الموسمي، حيث يتأثر نشاطه مباشرة بدرجة الحرارة التي تنمو فيها اليرقات. وبفضل هذا “المفتاح الجيني”، تستطيع الفراشات تعديل أشكال وأنماط أجنحتها بما يتناسب مع بيئتها الموسمية.
في تجارب مختبرية، قام فريق البحث بقيادة البروفيسورة أنطونيا مونتييرو بتعطيل هذا الجين، لتفقد الفراشات قدرتها على التكيف، مما أوقف التغيرات في أنماط أجنحتها مع اختلاف درجات الحرارة. تؤكد هذه النتائج الدور الحيوي لجين Antp في التمويه الموسمي، وتسلط الضوء على مرونة الفراشات الاستوائية في مواجهة التغيرات البيئية.
يشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف لا يفسر فقط إحدى عجائب الطبيعة، بل يفتح آفاقًا جديدة لفهم آليات التكيف الجيني، وقد يحمل تطبيقات مستقبلية مهمة في مجالات البيولوجيا التطورية والحفاظ على التنوع البيولوجي.