في خطوة جديدة ضد شركة “أبل”، اتهمت قاضية فيدرالية في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا الشركة بعدم الامتثال لحكم صادر قبل أربع سنوات، والذي كان يتطلب منها فتح هواتف “آي فون” أمام متاجر التطبيقات المنافسة.
في سبتمبر 2021، أصدرت القاضية إيفون غونزاليس روجرز حكماً يقضي بأن “أبل” لا يمكنها الاستمرار في إجبار ناشري التطبيقات على استخدام متجرها الإلكتروني App Store ونظام الدفع الخاص بها. وجاء الحكم نتيجة لإجراءات قانونية تقدمت بها شركة “إبيك غايمز” (Epic Games) التي تُعرف بتطوير لعبة “فورتنايت”، متهمةً “أبل” بإساءة استغلال موقعها المهيمن وفرض عمولات مرتفعة بشكل غير عادل.
ولكن، بحسب القاضية، فإن “أبل” اختارت عدم الامتثال لهذا الحكم. وقالت في قرارها الصادر يوم الأربعاء: “أوجدت الشركة حواجز تنافسية جديدة للحفاظ على مصدر قيم للإيرادات”. وأضافت أن “أبل” فرضت عمولة بنسبة 27% على المعاملات التي تتم خارج متجرها، وهو ما لم يكن موجودًا من قبل.
القاضية روجرز أكدت في قرارها أن “أبل” استخدمت رسائل وأدوات تقنية لثني المستخدمين عن إجراء مشتريات في أي مكان آخر غير متجر التطبيقات الخاص بها. كما أشارت إلى أن الرئيس التنفيذي لـ”أبل”، تيم كوك، تجاهل نصيحة أحد المديرين التنفيذيين في الشركة، فيل شيلر، الذي كان قد اقترح تنفيذ شروط الحكم.
إلى جانب ذلك، اتهمت القاضية أحد المسؤولين الماليين في “أبل” بالكذب في المحكمة خلال استجوابه. وفيما يتعلق بالحكم، أمرت غونزاليس روجرز “أبل” بالتوقف عن فرض أي عمولة على المعاملات التي تتم خارج متجر التطبيقات، كما طالبتها بعدم إرسال أي رسائل للمستخدمين الذين يرغبون في استخدام متجر أو تطبيق تابع لجهة خارجية، باستثناء إعلامهم بأنهم لا يستخدمون متجر التطبيقات.
من جانبها، صرحت “أبل” عبر ناطق رسمي أنها “تختلف بشدة” مع القرار الصادر، وأضاف أن الشركة ستلتزم بأوامر المحكمة ولكنها ستستأنف الحكم.
وقد كانت “أبل” قد استأنفت الحكم الأولي أمام المحكمة العليا الأميركية، ولكن المحكمة العليا رفضت النظر في القضية.
هذه القضية تبرز مجددًا التوترات القانونية بين “أبل” وشركات التكنولوجيا الأخرى، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بالهيمنة السوقية وحقوق المستخدمين في حرية الاختيار بين المتاجر الرقمية المختلفة.