صورة تعبيرية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في حزيران 2025 أن الكوابيس المتكررة قد تسرّع من عملية الشيخوخة البيولوجية، وترتبط بزيادة خطر الوفاة المبكرة، بمعدلات تفوق حتى تأثير التدخين وسوء التغذية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية في 30 حزيران 2025، فقد حلّل فريق بحثي بيانات أكثر من 183 ألف شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 26 و86 عاماً، وركّزوا على قياس الشيخوخة البيولوجية من خلال طول التيلوميرات، وهي نهايات الكروموسومات التي تقصر مع التقدم في العمر، وترتبط بعدد من الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.

نتائج صادمة

توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس الليلية بانتظام لديهم تيلوميرات أقصر، ما يشير إلى شيخوخة بيولوجية أسرع، كما أنهم أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 40% مقارنة بمن لا يعانون من الكوابيس.

وكتب الفريق: “الأشخاص الذين تراودهم كوابيس أسبوعياً، معرضون للوفاة قبل سن السبعين بثلاثة أضعاف أكثر من غيرهم.”

الكوابيس أسوأ من التدخين!

أظهرت الدراسة أن تأثير الكوابيس على الوفاة المبكرة قد يفوق تأثير عوامل خطيرة معروفة مثل التدخين، وقلة النشاط البدني، وسوء النظام الغذائي. ويُرجح الباحثون أن السبب يعود إلى أن الكوابيس ترفع مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، وتؤدي إلى اضطرابات في النوم، ما يعوق عمليات ترميم الخلايا التي تحدث أثناء الليل.

دماغك لا يفرّق بين الكوابيس والواقع

ق ال الدكتور أبيديمي أوتايكو، عالم الأعصاب في “إمبريال كوليدج لندن” وأحد المشاركين في الدراسة:

كما أشار إلى أن الكوابيس تُضعف جودة النوم ومدته، ما يُضر بقدرة الجسم على إصلاح نفسه ليلاً.

الحل: تدابير بسيطة

رغم النتائج المقلقة، أكد الفريق أن الكوابيس ليست قدراً محتوماً، ويمكن الوقاية منها باتباع إجراءات يومية بسيطة مثل:

  • تجنّب مشاهدة أفلام الرعب قبل النوم
  • الالتزام بعادات نوم صحية
  • إدارة التوتر
  • معالجة القلق أو الاكتئاب

إذًا، الحفاظ على نوم هادئ لا يحمي صحتك النفسية فحسب، بل قد يكون أيضاً سلاحك الخفي ضد الشيخوخة والوفاة المبكرة.

البحث