في تحذير علمي صارخ، كشفت دراسة حديثة أن العالم يقف على أعتاب كارثة بيئية غير مسبوقة، مع اقتراب انهيار الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية. هذا الانهيار، الذي وصفته الدراسة بأنه “وشيك”، قد يؤدي إلى ارتفاع لا رجعة فيه في مستوى سطح البحر يتجاوز ثلاثة أمتار، ما يهدد بإغراق مدن ساحلية كبرى من لندن إلى نيويورك، ومن البندقية إلى كارديف.ويُعد الغطاء الجليدي في غرب أنتاركتيكا من أضخم الكتل الجليدية على الأرض، إلا أن الاحترار العالمي المتسارع وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون يدفعانه نحو التفكك. الدراسة التي أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية حذّرت من تداعيات “مدمّرة للأجيال المقبلة”، حيث ستختفي مدن بأكملها تحت الماء، وستتغير خريطة العالم كما نعرفها.الدكتورة نيريلي أبرام، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أكدت أن التغيرات السريعة في أنظمة الجليد والمحيطات في أنتاركتيكا بدأت بالفعل، وستتفاقم مع كل جزء من درجة إضافية في الاحترار. أما البروفيسور ماثيو إنجلاند، فلفت إلى أن ذوبان الجليد البحري لا يهدد المدن فقط، بل يهدد أيضاً الحياة البرية، وعلى رأسها طيور البطريق الإمبراطورية التي تواجه خطر الانقراض.محاكاة من منظمة Climate Central أظهرت أن مدناً بريطانية مثل هال وميدلزبره، وأجزاء من لندن، قد تغمرها المياه، بينما يختفي الساحل الأوروبي الممتد من كاليه إلى جنوب الدنمارك. وفي الولايات المتحدة، تواجه مدن الجنوب المصير ذاته.الرسالة واضحة: لا سبيل لتفادي هذا السيناريو إلا بخفض عاجل لانبعاثات الغازات الدفيئة، والالتزام الصارم بهدف الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية. فهل يتحرك العالم قبل فوات الأوان؟
اللحظة الكارثية تقترب: انهيار جليد غرب أنتاركتيكا يهدد مدن العالم بالغرق
