براك

كشفت مصادر خاصة لـ”العربية” أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس براك، طلب من المسؤولين اللبنانيين جدولاً زمنياً يمتد حتى نهاية أكتوبر المقبل لتسليم سلاح “حزب الله” تدريجياً.وبحسب المعلومات، فإن الرد الذي نقله رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى المبعوث الأميركي كان سلبياً، حيث أصرّ الحزب على التمسك بسلاحه، مبرّراً ذلك بعدم وجود ضمانات كافية، وربط الأمر بالتطورات الأخيرة في السويداء جنوب سوريا.

وخلال لقائه المسؤولين اللبنانيين، شدّد براك على أن “الوقت ينفد أمامكم”، داعياً الدولة اللبنانية لاتخاذ قرار واضح بشأن مستقبلها، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده مستعدة لدعم أي خطوات في اتجاه حصر السلاح بيد الدولة، شرط أن تكون هذه الخطوات داخلية وبإرادة لبنانية.

وفي لقاء آخر مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، أقرّ المبعوث الأميركي بصعوبة الوضع في لبنان، لكنه عبّر عن أمله باستمرار التواصل بين القيادات اللبنانية، مشدداً على أهمية الصبر والمثابرة في هذا المسار.

وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد سلّم المبعوث الأميركي مذكرة رسمية تتضمن رؤية الدولة اللبنانية لتنفيذ قرار “حصرية السلاح”، وذلك استكمالاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل المُعلن في نوفمبر الماضي، وما جاء في البيان الوزاري للحكومة.

زيارة براك الحالية هي الثالثة خلال أقل من شهرين، وتأتي في إطار متابعة الردود اللبنانية على المقترحات الأميركية المتعلقة بترتيبات أمنية جديدة تهدف إلى تهدئة الأوضاع على الحدود الجنوبية، وسط تأكيد واشنطن أنها لا تملك ضمانات لإعطائها للبنان، ولا يمكنها إلزام إسرائيل بأي شروط.

الملف ما يزال شائكاً، والموقف الأميركي واضح: “نزع سلاح حزب الله قرار لبناني أولاً وأخيراً”، بينما يبقى الصراع الداخلي حول هذا الملف مفتوحاً على كل الاحتمالات حتى إشعار آخر.

البحث