نهر النيل

وسط تصاعد التحذيرات من فيضان نهر النيل، دعت محافظتا المنوفية والبحيرة في مصر، يوم الجمعة، السكان المقيمين في مناطق «طرح النهر» إلى إخلاء منازلهم، بعد أن غمرت المياه بعض الأراضي المنخفضة المحاذية للمجرى الرئيسي للنهر.

وأوضحت وزارة الموارد المائية والري المصرية، في بيان، أن الأراضي التي غمرتها المياه مؤخرًا هي في الأصل من أراضي طرح النهر، والتي لطالما كانت عرضة للغمر مع ارتفاع مناسيب المياه على مر السنين. وأشارت إلى أن التعديات على هذه الأراضي من خلال البناء أو الزراعة بالمخالفة للقانون كانت سببًا رئيسيًا في حدوث خسائر عند ارتفاع التصرفات المائية.

ونفت الوزارة صحة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن غرق محافظات بأكملها، مؤكدة أن الأمر يقتصر على غمر أراضٍ محدودة تقع ضمن حرم النهر، مطمئنة المواطنين بأن إدارة الموارد المائية تتم بكفاءة وتراعي جميع السيناريوهات المحتملة.

وفي سياق متصل، حمّلت وزارة الري إثيوبيا مسؤولية ما يحدث، معتبرة أن فيضان هذا العام يُعد من نتائج التصرفات الأحادية المتهورة لإثيوبيا في إدارة سد النهضة. وقالت إن هذه الممارسات تفتقر إلى أدنى معايير المسؤولية والشفافية، وتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن وحياة شعوب دول المصب، وعلى رأسها مصر والسودان.

وكانت أديس أبابا قد أعلنت الشهر الماضي الافتتاح الرسمي لسد النهضة، وهو ما قوبل برفض مصري وسوداني، وسط مطالبات بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق دول المصب في مياه النيل. وكانت القاهرة قد أعلنت في ديسمبر 2023 فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات، وأغلقت المسار التفاوضي الذي استمر لأكثر من 13 عامًا، معربة عن رفضها القاطع لأي خطوات أحادية تمسّ مصالحها المائية والوجودية.

البحث