طفل

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة أولو الفنلندية عن وجود صلة محتملة بين التعرض المبكر للمضادات الحيوية خلال أول عامين من عمر الطفل وزيادة مؤشر كتلة الجسم (BMI) وارتفاع خطر الإصابة بالسمنة بحلول سن الثانية عشرة.

وقد عُرضت نتائج هذه الدراسة في مؤتمر الجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال لعام 2025 في هاواي. وأوضحت الدراسة أن التعرض للمضادات الحيوية قبل الحمل أو أثنائه أو بعد الولادة مباشرة لم يرتبط بزيادة وزن الطفل لاحقًا.

في حين أكد الباحثون على أهمية المضادات الحيوية كعلاج فعال في حالات معينة، حذروا من الإفراط في استخدامها دون ضرورة طبية حقيقية في السنوات الأولى من العمر، لما قد يترتب على ذلك من مخاطر كبيرة مثل زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.

وقد قام الباحثون بتحليل بيانات طبية لأكثر من 33 ألف طفل وُلدوا طبيعيًا، ووجدوا أن استخدام المضادات الحيوية خلال أول 24 شهرًا ارتبط بارتفاع ملحوظ في مؤشر كتلة الجسم عند عمر عامين مقارنة بمن لم يتلقوا هذه الأدوية. كما تبين أن 68% من الأطفال في الدراسة وُصفت لهم مضادات حيوية خلال أول عامين، غالبًا لالتهابات الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية التي لا تستدعي استخدامها.

ورصدت الدراسة ارتباطًا بين تناول المضادات الحيوية مبكرًا وارتفاع خطر الإصابة بالسمنة قبل سن الثانية عشرة بنسبة تصل إلى 9%، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى. وعلى النقيض من ذلك، لم يرتبط تعرض الأمهات أو الأطفال للمضادات الحيوية قبل الولادة بزيادة الوزن لاحقًا.

نظرًا لأن سمنة الأطفال تمثل تحديًا صحيًا عالميًا، حيث تم تشخيص أكثر من 159 مليون طفل في سن الدراسة بالسمنة عام 2022، تشير الدراسة إلى أن التعامل مع التعرض المبكر للمضادات الحيوية كسبب قابل للتعديل قد يساعد في الحد من خطر زيادة الوزن والسمنة على المدى الطويل.

وفي الختام، نصحت الدراسة الأطباء بتوخي الحذر عند وصف المضادات الحيوية للأطفال في أول عامين من حياتهم لتجنب المخاطر المحتملة.

البحث