يحتفل ملك بريطانيا تشارلز الثالث، اليوم الجمعة، بعيد ميلاده السابع والسبعين برحلة إلى ويلز، في مناسبة تمنحه فرصة للتوقف عند عدد من نجاحاته الشخصية خلال العام المنصرم، رغم أن هذه النجاحات غالباً ما طغت عليها خلافات العائلة الملكية وفضائح شقيقه الأصغر الأمير آندرو، إضافة إلى الأنباء المتعلقة بوضعه الصحي.
وخلال العام الفائت، نجح الملك تشارلز في إظهار براعة دبلوماسية في التعامل مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كما أسهم في تحقيق تقارب رمزي غير مسبوق منذ نحو خمسة قرون بين كنيسة إنجلترا والكنيسة الكاثوليكية.
غير أن القضايا العائلية بقيت في واجهة الاهتمام الإعلامي، وعلى رأسها إبعاد الأمير آندرو عن الحياة العامة بسبب علاقاته برجل الأعمال الأميركي الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية. كما هيمنت على التغطيات قصص التباعد مع ابنه الأصغر الأمير هاري، إضافة إلى المخاوف بشأن صحة الملك بعد الإعلان عن إصابته بالسرطان في بداية العام الماضي.
ورغم هذه التحديات، يرى عدد من المعلقين المتابعين لشؤون العائلة الملكية أن السنوات الثلاث الأولى لتشارلز على العرش سارت بشكل أفضل مما كان يتوقعه كثيرون، بعد حياة طويلة قضاها ولياً للعهد في ظل والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا حكماً، التي جلست على العرش لمدة 70 عاماً.
وكانت هناك مخاوف قبل اعتلائه العرش من أن يقدم تشارلز على تغييرات جذرية في المؤسسة الملكية العريقة. وعقب توليه العرش في أيلول 2022، اعتبر بعض المراقبين أنه سيكون مجرد من يمهّد الطريق لانتقال القيادة مستقبلاً إلى ابنه الأكبر ولي العهد الأمير وليام وزوجته كيت.
على الصعيد الدبلوماسي، برزت قدرة الملك تشارلز على التعامل مع شخصيات سياسية معقدة، وفي مقدمتها ترامب، حيث أظهر، وفق مصادر ملكية، مهارات دبلوماسية صقلتها سنوات من اللقاءات مع قادة العالم وكبار المسؤولين. وتشير هذه المصادر إلى أن ترامب حرص خلال زيارته لبريطانيا على الالتزام الصارم بقواعد البروتوكول الملكي.
وفي خطوة رمزية بارزة لدعم كندا، افتتح الملك تشارلز البرلمان الكندي في مايو (أيار) الماضي في ظل توترات تجارية بين أوتاوا وواشنطن، ومع تصريحات متكررة لترامب عن رغبته في “ضم” كندا إلى بلاده.
كما كان لزيارات تشارلز إلى فرنسا وألمانيا، حيث ألقى كلمات أمام البرلمانات باللغتين الفرنسية والألمانية، دور في تحسين علاقات بريطانيا مع حلفائها الأوروبيين بعد التوتر الذي خلفه خروج لندن من الاتحاد الأوروبي.
وشهد الشهر الماضي محطة رمزية لافتة تمثلت في زيارة الملك إلى الفاتيكان ولقائه البابا ليو، حيث شارك في أول صلاة مشتركة بين ملك إنجليزي وبابا كاثوليكي منذ انفصال الملك هنري الثامن عن روما عام 1534، في خطوة اعتُبرت بمثابة مصالحة تاريخية بين الكنيسة الكاثوليكية والطائفة الأنجليكانية.