في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، يوم الخميس، عن إطلاق مركز طبي طارئ لتقديم استشارات صحية للمواطنين الإيرانيين، وذلك عبر تطبيقات التواصل المشفّرة مثل واتساب وتليغرام وسيغنال.
وذكر الموساد عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن الهدف من هذا المركز هو توفير دعم طبي عاجل من قبل أطباء ناطقين بالفارسية والإنجليزية، متخصصين في مجالات عدة، أبرزها أمراض القلب، السكري، الأورام، الأمراض المعدية، طب النساء، والصحة النفسية.
وأضاف البيان أن الخدمة ستكون متاحة من الأحد إلى الخميس، بين الساعة 9:30 صباحاً و4:00 عصراً بتوقيت إيران، داعياً المستخدمين إلى استعمال شبكات VPN لضمان السرية التامة خلال التواصل مع المركز.
كما نُشرت ثلاثة أرقام هاتفية دولية للتواصل مع الخدمة، وتعود لإسرائيل، التشيك، وهولندا، في إشارة إلى انتشار الدعم اللوجستي عبر أكثر من دولة.
خطوة “إنسانية” في ظل الكارثة الصحية
تأتي هذه الخطوة في ظل أوضاع صحية متدهورة داخل إيران، بعد الضربات الإسرائيلية التي بدأت في 13 يونيو/حزيران، وأسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 610 أشخاص، وإصابة أكثر من 4700 آخرين، بحسب بيان حديث لوزارة الصحة الإيرانية.
وكتب المتحدث باسم الوزارة، حسين كرمانبور، على منصة “إكس”: “في الأيام الـ12 الأخيرة، شهدت المستشفيات مشاهد مروّعة للغاية”. كما أعلنت الوزارة عن تضرّر سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف نتيجة القصف الإسرائيلي.
رسائل مزدوجة؟
ورغم تقديم المشروع بصفته “إغاثياً”، أثارت هذه المبادرة تساؤلات حول نوايا الموساد الحقيقية، خصوصًا في ظل توقيتها، ووسط تصعيد عسكري غير مسبوق بين تل أبيب وطهران. ويرى مراقبون أن استخدام وسائل الاتصال المشفّرة قد يحمل أبعادًا استخباراتية موازية، سواء للتواصل مع جهات داخل إيران أو لجمع معلومات تحت غطاء طبي.