الخرف هو مجموعة من الاضطرابات الإدراكية التي تؤدي إلى تراجع في الذاكرة والتفكير والقدرات الذهنية الأخرى

كشفت دراسة جديدة من جامعة موناش في ملبورن – أستراليا، أن الاستماع إلى الموسيقى أو عزفها يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالخرف بين كبار السن.

ووفقاً لتقرير نشره موقع «فوكس نيوز»، تبيّن أن البالغين فوق سن السبعين الذين يستمعون إلى الموسيقى بانتظام كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 40 في المائة، فيما أظهر من يعزفون آلات موسيقية انخفاضاً في الخطر بنسبة 35 في المائة.

وأوضحت الدراسة التي قادتها الطالبة إيما جافا والأستاذة جوان رايان أن الجمع بين الاستماع والعزف يوفّر تأثيراً وقائياً أكبر ضد التدهور الإدراكي. وقالت رايان: «في ظل غياب علاج فعّال للخرف، تصبح الوقاية وتأخير ظهور الأعراض أهدافاً أساسية. وتشير الأدلة إلى أن شيخوخة الدماغ لا تتأثر بالعمر والجينات فقط، بل أيضاً بالبيئة ونمط الحياة».

وشملت الدراسة أكثر من 10,800 شخص تجاوزوا السبعين عاماً، تمت متابعتهم على مدى سنوات ضمن أبحاث طويلة الأمد في أستراليا، حيث طُلب منهم تحديد مدى ممارستهم للأنشطة الموسيقية.

وخلص الباحثون إلى أن الانخراط المنتظم في الأنشطة الموسيقية لا يقلل فقط خطر الخرف، بل يخفض أيضاً احتمالات الإصابة بضعف إدراكي خفيف بنسبة 22 في المائة، ويرتبط بأداء أفضل في الذاكرة والقدرات المعرفية العامة.

وأشارت النتائج إلى أن الفوائد كانت أوضح لدى كبار السن ذوي المستوى التعليمي الأعلى، فيما بدت متباينة لدى من لديهم تعليم متوسط أو أقل.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 57 مليون شخص حول العالم من الخرف، ما يجعل نتائج هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة. ويرى الباحثون أن الموسيقى قد تمثل وسيلة بسيطة وغير مكلفة للحفاظ على صحة الدماغ، رغم أن العلاقة السببية بين الموسيقى والوقاية من الخرف لا تزال بحاجة إلى مزيد من الأبحاث.

وتعزز هذه النتائج ما أثبتته دراسات سابقة في الولايات المتحدة واليابان عام 2022، والتي أظهرت أن الهوايات الإبداعية مثل العزف والرسم والقراءة تساعد في إبطاء شيخوخة الدماغ وتحفيز الذاكرة مع التقدّم في العمر.

البحث