النوم ليس مجرد استراحة من عناء النهار، بل عملية بيولوجية أساسية يحتاجها الإنسان بجرعات تختلف حسب العمر. فبينما ينام الرضع من 14 إلى 17 ساعة يومياً، يكتفي الأطفال ما قبل المدرسة بـ10 إلى 13 ساعة. ومع التقدم في العمر، تتراجع هذه الحاجة لتصل إلى 8–10 ساعات عند المراهقين، و7–9 ساعات عند البالغين، فيما يكتفي كبار السن بـ7–8 ساعات يومياً. أما النساء في الأشهر الأولى من الحمل، فغالباً ما يحتجن إلى ساعات إضافية لدعم التغيرات الجسدية والهرمونية، وفق تقرير لموقع “ويب ميد” الطبي.
غير أنّ عدد الساعات ليس وحده المعيار، إذ يكشف النعاس أثناء النهار—even في الأنشطة الهادئة مثل مشاهدة فيلم أو القيادة—عن نقص في النوم. هذا النقص يُعرف بـ“ديون النوم”، وهو عجز يطالب الجسم بتعويضه لاحقاً، ما ينعكس سلباً على التركيز وصحة الدماغ.
النوم ينقسم إلى مراحل، أبرزها النوم العميق الذي يعزز المناعة ويصلح الأنسجة ويجدد الطاقة، ومرحلة حركة العين السريعة (REM) التي تبدأ بعد 90 دقيقة تقريباً من الاستغراق في النوم، حيث ينشط الدماغ وتحدث الأحلام، وتترسخ خلالها المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.
أما الحرمان من النوم، فلا يقتصر على التعب، بل يظهر في النعاس المفرط، ضعف التركيز، النسيان، وتغيرات المزاج. ومع استمرار قلة النوم، تتضاعف الآثار لتشمل الاكتئاب، ضعف المناعة، زيادة الوزن، ارتفاع ضغط الدم، السكري وأمراض القلب، وحتى مشكلات في الرغبة الجنسية وظهور التجاعيد والهالات السوداء.
الأخطر أن الدراسات تشير إلى أن القيادة مع قلة النوم قد تكون أكثر خطورة من القيادة تحت تأثير الكحول، حيث تسجّل مئات الآلاف من الحوادث سنوياً بسبب النعاس.
ولضمان نوم صحي، ينصح الخبراء بالالتزام بروتين منتظم لمواعيد النوم والاستيقاظ، وتحضير غرفة مظلمة وهادئة، وتجنب الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم، إضافة إلى ممارسة الرياضة يومياً قبل خمس ساعات من الخلود إلى السرير، وأخذ قيلولة قصيرة لا تتجاوز نصف ساعة عند الحاجة. وفي حال استمرار اضطرابات النوم، تصبح استشارة الطبيب ضرورية للكشف عن الأسباب الصحية الكامنة.