قال الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، إن البيان الصادر عن الطائفة بشأن التطورات الأخيرة في السويداء “فُرض علينا ولم يكن بإرادتنا”، مشيراً إلى أنه جاء نتيجة “ضغوط من دول خارجية ومن دمشق”.
وفي كلمة مصوّرة، عبّر الهجري عن رفضه لما وصفه بـ”البيان المذل”، قائلاً: “رغم قبولنا به، استمر القصف العشوائي للمدنيين العزل في السويداء”، مضيفاً أن ما يجري في المحافظة هو “حرب إبادة شاملة”، حسب تعبيره.
وكانت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز قد أصدرت بياناً صباح الثلاثاء، رحبت فيه بدخول القوات الحكومية إلى مدينة السويداء، داعية الفصائل المسلحة إلى “التعاون مع الجيش وتسليم سلاحها لوزارة الداخلية، وعدم مقاومة دخول القوات”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تصعيد ميداني حاد، إذ دخلت القوات السورية مدينة السويداء مساء الإثنين، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ سنوات، بعد معارك عنيفة أسفرت عن سقوط نحو 100 قتيل، وفق تقارير حقوقية.
وفي السياق ذاته، أفادت وكالة “فرانس برس” بوقوع اشتباكات عنيفة صباح الثلاثاء داخل المدينة بعد دخول القوات النظامية إليها، بينما أكدت إسرائيل أنها قصفت دبابات سورية محذّرة من استهداف المدنيين الدروز.
ويشكل هذا التصعيد تحوّلاً كبيراً في موقف دمشق تجاه السويداء، التي ظلت طوال سنوات الحرب السورية بمنأى نسبي عن المواجهات المباشرة، معتمدة على نوع من “الحياد الأمني” بين النظام والفصائل المحلية.