جزيرة الموت

قامت السلطات الهندية بتمديد فترة احتجاز اليوتيوبر الأميركي ميخايلو بولياكوف بعد محاولته الدخول إلى جزيرة نورث سنتينل، المعروفة إعلاميًا بجزيرة الموت، بهدف التواصل مع قبيلة السينتينليز التي تعتبر واحدة من أكثر القبائل عدائية في العالم.

تم توقيفه في 31 آذار الماضي، أي بعد يومين فقط من وصوله إلى الجزيرة المحظورة، في انتهاك صارخ للقانون الهندي الذي يمنع الاقتراب من الجزيرة على بعد 5 كيلومترات. ما قام به بولياكوف لم يكن مجرد مخالفة قانونية عادية، بل حمل تهديدًا حقيقيًا على حياة القبيلة بأكملها. فقبيلة السينتينليز، التي ظلت معزولة عن العالم الخارجي لآلاف السنين، لا تملك مناعة ضد الأمراض البسيطة التي يمكن أن يصاب بها البشر في باقي أنحاء العالم. أي اتصال مع هذه القبيلة قد يسبب انتشار أمراض قاتلة تهدد بقاءها.

وفي سعيه لجذب الانتباه لمحتوى قناته على يوتيوب، حاول بولياكوف التواصل مع أفراد القبيلة بطرق غير مألوفة، مثل ترك هدايا مثل عبوة مشروب دايت كولا وحبة جوز هند، كما قام بتصوير الجزيرة وجمع عينات من رمالها. ورغم محاولاته، لم تلق استجابة من القبيلة. وعند عودته إلى قاربه، لاحظ وجود صيادين محليين الذين أبلغوا السلطات الهندية عن وجوده.

من المهم الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها بولياكوف دخول جزيرة نورث سنتينل، مما يثير العديد من التساؤلات حول دوافعه وراء هذه المغامرات المتكررة. ورغم زيارة ممثلي القنصلية الأمريكية له في السجن، فإن ذلك لا يغير من حقيقة أن أفعاله تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الهندية ولحقوق القبيلة المعزولة.

قبيلة السينتينليز، التي تشتهر بعدائيتها تجاه أي غريب يقترب من شواطئها، كانت وراء وفاة العديد من المغامرين على مر السنين، أبرزهم المبشر الأمريكي جون تشاو الذي قتل عام 2018. وهذا العداء ليس مجرد تصرف عشوائي، بل هو دفاع حيوي حافظ على بقاء هذه القبيلة طوال آلاف السنين.

الآن، وبينما ينتظر بولياكوف محاكمته في الهند، حيث قد يتعرض للسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات مع غرامة مالية ضخمة، تظل التساؤلات قائمة: هل كانت مغامرته مجرد محاولة يائسة للبحث عن الشهرة؟ أم أن تصرفه يعكس استهتارًا بحياة الآخرين وخصوصيتهم؟ في جميع الأحوال، تظل قضية جزيرة نورث سنتينل تذكيرًا بأن هناك حدودًا يجب احترامها، وأن العزلة الطوعية لبعض المجتمعات يجب أن تُحترم أخلاقيًا قبل أن تكون قانونية.

البحث