كشفت دراسة جديدة أن الهواء الذي نتنفسه يومياً داخل منازلنا وسياراتنا يحتوي على عشرات الآلاف من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة، التي تُعد صغيرة للغاية لدرجة تسمح لها باختراق أنسجة الرئة والتسبب في مشكلات صحية خطيرة.
وأجريت الدراسة من قبل باحثين في جامعة تولوز الفرنسية، حيث قاموا بجمع عينات من الهواء الداخلي داخل شققهم وخلال تنقلاتهم بين المدن الفرنسية. وبحسب ما نقلته شبكة «سي إن إن» الأميركية، توصل الباحثون إلى أن الشخص البالغ قد يستنشق نحو 68 ألف جسيم بلاستيكي دقيق يومياً، وهو رقم يتجاوز التقديرات السابقة بمئة ضعف.
وفسّر الباحثان جيروين سونكي ونادية ياكوفينكو، أن هذه الجسيمات غالباً ما تنتج عن تحلل المواد البلاستيكية في البيئة الداخلية، مثل الأثاث والسجاد والستائر والمنسوجات، فضلاً عن الأجزاء البلاستيكية داخل السيارات من عجلات القيادة ومقابض الأبواب إلى لوحات القيادة وأقمشة المقاعد.
وأوضح الباحثان في بيان مشترك: “كنا نعتقد أن التلوث البلاستيكي يقتصر على المحيطات أو المناطق الصناعية، لكننا وجدنا أن التعرّض الأكبر يحدث في الأماكن التي نقضي فيها معظم وقتنا، كالمنازل والمكاتب ووسائل النقل”.
وأضافا أن هذا النوع من التلوث قد تكون له تداعيات صحية مقلقة على المدى الطويل، مثل اضطرابات في الجهاز التنفسي، واختلال في وظائف الغدد الصماء، وزيادة مخاطر العقم، والعيوب الخلقية، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتأتي هذه النتائج لتُعزّز ما توصلت إليه دراسات سابقة، أثبتت وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في دم الإنسان، وفي أنسجة الكبد والرئة، وحتى في المشيمة وحليب الأم. كما أظهرت إحدى الدراسات في مارس 2024، أن وجود هذه الجسيمات في الشريان السباتي يُضاعف خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو الوفاة خلال ثلاث سنوات.
في ظل هذه المعطيات، يدقّ العلماء ناقوس الخطر، مطالبين بمزيد من الأبحاث والتدابير للحدّ من التعرض اليومي للبلاستيك الدقيق، خاصةً في البيئات المغلقة التي باتت مصدراً غير متوقع لهذا التلوث المتسلل بصمت.