أمتعة

في إنجاز عالمي فريد، يتباهى مطار “كانساي الدولي” في اليابان بسجلّ استثنائي، حيث لم يشهد فقدان أي حقيبة مسافر منذ افتتاحه عام 1994. وعلى الرغم من استقباله لعشرات الملايين من المسافرين سنويًا، حافظ المطار على هذا الإنجاز المذهل بفضل نظام دقيق وصارم لإدارة الأمتعة، يضمن تتبع كل قطعة وفحصها عدة مرات قبل وبعد إقلاع الرحلات.

يكشف تقرير لموقع “أوديتي سنترال” عن تميز تجربة مطار كانساي، خاصة عند مقارنتها بالولايات المتحدة التي تشهد فقدان حوالي 3 ملايين حقيبة سنويًا على الرحلات الداخلية وحدها. ورغم كونه سابع أكثر مطارات اليابان ازدحامًا، استطاع مطار كانساي الحفاظ على سجل خالٍ من الأخطاء في إدارة الأمتعة طوال ثلاثة عقود.

يعود السرّ في هذا النجاح إلى نظام يعتمد على الترتيب الدقيق للأمتعة لتجنب تلفها أو ضياعها، بالإضافة إلى عمليات فحص متكررة ودقيقة للتأكد من تطابق عدد الحقائب عند الإقلاع والوصول، وتسليمها للمسافرين في غضون 15 دقيقة فقط من هبوط الطائرة. وقد أكسب هذا الالتزام المطار ثماني جوائز دولية في خدمة تسليم الأمتعة، إلى جانب رضا ملايين المسافرين سنويًا.

إلا أن هذا الإنجاز المرموق يواجه خطرًا وجوديًا في المستقبل القريب. فالمطار، الذي بُني على جزيرتين اصطناعيتين في خليج أوساكا، يعاني من هبوط تدريجي في مستوى الأرض منذ بدء تشغيله. وبالرغم من الجهود الهندسية المبذولة لحماية المطار، تشير التقديرات إلى احتمال توقفه عن العمل بحلول عام 2056 إذا استمر معدل الهبوط الحالي.

وفي تعبير يجسد جوهر الروح اليابانية في العمل، لخص أحد موظفي المطار فلسفتهم قائلاً: “هدفنا ليس فقط نقل الأمتعة، بل إسعاد كل مسافر يمر عبر هنا… هذه هي ضيافتنا التي نعتز بها.”

البحث