تقوم منظمة اليونسكو هذا الأسبوع بمراجعة طلبات مقدّمة من عدد من الدول لإدراج نحو 30 موقعًا جديدًا ضمن قائمة التراث العالمي، والتي تشمل كهوفًا ما قبل التاريخ، ومراكز حضرية قديمة، وغابات، ونظمًا بيئية بحرية. تأتي هذه القرارات في ظل تزايد المخاطر التي تهدد هذه المواقع بفعل التغير المناخي والنزاعات، بحسب ما صرّحت به المديرة العامة للمنظمة، أودري أزولاي.
وقد بدأت لجنة التراث العالمي اجتماعات دورتها الموسعة السابعة والأربعين يوم الإثنين في العاصمة الفرنسية باريس، للنظر في هذه الطلبات.
وفي افتتاح الدورة، أكدت أزولاي، التي تترأس المنظمة منذ عام 2017، أن “الثقافة ينبغي أن تلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة التحديات العالمية، من التغير المناخي إلى آثار الحروب”.
تضم قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو اليوم أكثر من 1200 موقع ثقافي وطبيعي ومختلط. ومن بين الترشيحات الجديدة لهذا العام، هناك موقعان من دولتين إفريقيتين لم يسبق لهما أن أُدرجتا ضمن القائمة، وهما محمية أرخبيل بيجاغوس للمحيط الحيوي في غينيا بيساو، وغابات غولا تيواي في سيراليون، وهي موائل مهمة للأنواع المهددة بالانقراض مثل الأفيال.
كما تشمل المواقع المقترحة آثارًا تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، مثل الميغاليث (الآثار الحجرية) في كارناك غرب فرنسا، والنقوش الصخرية على نهر بانغوشيون في كوريا الجنوبية.
بالإضافة إلى تقييم المواقع الجديدة، ستخضع نحو 250 موقعًا مُدرجًا حاليًا للمراجعة والمتابعة، في خطوة تهدف إلى تقديم “صورة شاملة عن حالة التراث العالمي والتحديات التي يواجهها”، وفق ما ذكرت أزولاي.
وأشارت المديرة العامة لليونسكو إلى أن المخاطر المناخية باتت تمثّل تهديدًا جديًا، إذ يواجه حوالي 75% من المواقع التراثية حول العالم أزمات مائية، كندرة المياه أو الفيضانات. كما نبّهت إلى تصاعد تأثير السياحة المفرطة التي تتعرض لانتقادات دولية متزايدة.
وفيما يتعلق بالمواقع المهددة، قالت أزولاي إن نصف المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي المعرضة للخطر، وعددها 56، تواجه تهديدات ناجمة مباشرة عن النزاعات، مشيرة إلى أن 40% منها تقع في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضحت أن اليونسكو ستستأنف نشاطها في سوريا، حيث ستعمل على حماية المتحف الوطني بدمشق ومعالم أخرى في مدينة حلبشمال غرب البلاد.
كما تُتابع المنظمة عن كثب الأضرار التي لحقت بالمواقع الثقافية في غزة منذ تشرين الأول 2023، عبر صور الأقمار الاصطناعية، معربة عن أملها في التدخل فور توفّر الظروف المناسبة في الأراضي الفلسطينية التي تخضع لحصار إسرائيلي منذ 21 شهرًا.