فيلم بذرة التين المقدس

شهد حفل الأوسكار لعام 2025 حضورًا لافتًا لفيلم “أنورا”، إلا أنه لم يكن العمل الوحيد الذي ترك أثرًا قويًا في الساحة السينمائية العالمية.

وفي خبر لافت، لفت الفيلم الإيراني “بذرة التين المقدس” الأنظار بقوة، حيث نافس على جائزة أفضل فيلم روائي عالمي، ما جعله أحد أبرز الأعمال المرشحة في هذه الفئة.

تم تصوير الفيلم في إيران بسرية تامة، إذ يتناول موضوع الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة مهسا أميني. يروي العمل، الذي أخرجه السينمائي محمد رسولوف، قصة قاضٍ في محكمة الثورة الإيرانية يجد نفسه في مواجهة تمرد من ابنتيه المراهقتين اللتين تقفان ضده مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية.

بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أنجز رسولوف، البالغ من العمر 52 عامًا، هذا الفيلم من دون الحصول على التراخيص والموافقات الحكومية اللازمة، حيث جرى تصويره سرًا في مواقع مختلفة داخل إيران.

وكما هو الحال مع العديد من الأفلام الإيرانية الجريئة التي جرى إنتاجها في ظل قيود رقابية مشددة، لم يُسمح بعرض “بذرة التين المقدس” داخل إيران، ليتم توزيعه دوليًا بدلاً من ذلك. وقد نافس الفيلم في سباق الأوسكار ممثلًا عن ألمانيا، التي شاركت في إنتاجه.

ويُذكر أنّ رسولوف غادر إيران مضطرًا في أيار، قبل أيام من عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي، وذلك بعد صدور حكم بحقه بالسجن لمدة ثماني سنوات، بالإضافة إلى عقوبة الجلد، بسبب نشاطه السياسي والفني. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يواجه فيها الاعتقال، إذ سبق أن سُجن عام 2022 لمدة ثمانية أشهر على خلفية قضايا مماثلة.

في حديثه إلى “نيويورك تايمز”، أكد رسولوف أن “حركة النساء، الحياة، الحرية” أصبحت عنصرًا أساسيًا في السينما الإيرانية، مشيرًا إلى أن العديد من الفنانين وصانعي الأفلام يسعون إلى كسر قيود الرقابة واستعادة حرية التعبير الفني.

وأشارت الصحيفة إلى أن محكمة الثورة الإيرانية فتحت قضية جديدة ضد رسولوف وأفراد طاقم الفيلم، متهمةً إياهم بتهديد الأمن الوطني ونشر الفجور. لكن المخرج أوضح أن جميع المشاركين في الفيلم كانوا على دراية بالمخاطر المحتملة، إلا أنهم وجدوا أن التجربة تستحق المجازفة.

وبحسب التقارير، فقد تمكن معظم أعضاء الطاقم الرئيسيين من مغادرة إيران، باستثناء الممثلة الرئيسية، سهيلا غلستاني، البالغة من العمر 44 عامًا، والتي لا تزال في البلاد وتواجه المحاكمة.

في مقابلة من طهران، صرحت غلستاني قائلة: “لم يكن الأمر بالنسبة لي مجرد دور تمثيلي، بل شعرت بأنه مسؤولية اجتماعية. أردت أن أقدم صورة حقيقية للمرأة التي لم تتح لها الفرصة للظهور على الشاشة”.

في السنوات الأخيرة، شددت السلطات الإيرانية قبضتها على العاملين في مجال السينما، حيث اعتقلت العديد من المخرجين والممثلين بتهم مختلفة، من بينها “الدعاية ضد النظام”.

البحث