البرامج الرمضانية- صورة تعبيرية من إعداد ريبيكا أبو رجيلي

كتبت غاييل بطيش في الـ Entrevue:
لطالما لمعت برامج الترفيه والتسلية على شاشات المحطات التلفزيونية اللبنانية.

تاريخ المحطات طويل مع مقدّمين عرفوا كيف يجذبون المُشاهد. وكانت محطة “إل بي سي آي” السبّاقة في صنعها. ومن أشهر تلك البرامج: «باب الحظ»، و«ديل أور نو ديل»… ومعظمها يعتمد على الربح والجوائز.

وكانت لمحطة “إم تي في” حصّتها أيضاً، منها برنامجا «أوعا تنسى»، و«خلّيك معنا”..

ولكن هذه البرامج ما لبثت أن تراجعت مع تراكم الأزمات في لبنان وتقدم الاهتمام السياسي والاقتصادي على كلّ الاهتمامات. وهذا ما دفع معظم القنوات إلى التخلّي عن برامج الربح لفترة مع عدم توفّر التمويل اللازم لها، سيما أنها تحتاج إلى الكثير من المال والجوائز وهو ما عجزت عنه المحطات في الفترة المنصرمة وبخاصة مع احتجاز الودائع في المصارف. مع أنّ العمل كان في هذا الإطار مستمر ولكن بميزانية محدودة وخجولة.

رمضان 2025 يختلف تمامًا عن كل ما سبقه بحيث نشهد منافسة حامية تخوضها محطات التلفزيون اللبنانية، حيث تعرض كل من «إل بي سي آي» و«إم تي في» و«الجديد»، برامج ألعاب وجوائز.

واستهلّت المحطة الأولى الحملة، فأعلنت منذ بداية شباط المنصرم عودة برنامج الجوائز والربح، «أكرم من مين»، الذي قدّمته في رمضان الماضي، فشهد نجاحاً منقطع النظير، وجعل المشاهدين يتخلّون عن متابعة المسلسلات الدرامية عبر القنوات الأخرى وذلك وفق ما يقال ويروج على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكان لافتًا هذه السنة أن الفنان وديع الشيخ قَبِل التحدّي بعدما اختارته محطة «الجديد» ليقدّم برنامج الألعاب الرمضاني يومياً عبر شاشتها وبعنوان «مع وديع»، حيث يتيح فرص الربح لمتابعيه وللحضور.

كما وسبق أن قدّم إيلي شمالي، المعروف ب «إيلي جلادة»، أكثر من برنامج تسلية وألعاب. واليوم، تختاره محطة «إم تي في» ليكون فارسها في هذا الموسم.

كل البرامج الترفيهية والتي تقدم الجوائز نجحت على حساب المسلسلات، رغم أنّ بعض هذه البرامج تتفوق على ما يُنافسها. لكنّ ظاهرة هجران اللّبنانيين للمسلسلات والتركيز المطلق على برامج الربح أمر لا بد من التوقف عنده. وهو إن يدل على شيء فعلى حاجة اللبنانيين للربح والفرح بعد كلّ هذه الخسائر من دون غض النظر عن أنّ العامل المادي والظروف الاقتصادية الصعبة شكلا عاملًا مساعدًا لزيادة النجاح.

اليوم لُعبة “الرايتينغ” اختلفت لأنّ منصات التواصل الاجتماعي ومنصات رديفة للمحطات التلفزيونية باتت تعرض ما يُعرض على الشاشة الصغيرة، غير أنّ قراءة النجاح ممكنة من خلال ترندات وسائل التواصل الاجتماعي والتي تتصدرها برامج الربح.

ويبدو أنّ المحطات التلفزيونية قد عرفت كيف تُعيد جذب المشاهد إليها دون سواها ومن هذا المنطلق عرضت برامج الترفيه رغم الكلفة الباهظة وكان بالمقابل الطلب كبير لا من الجمهور فقط بل من الشركات التي تُقدم الجوائز بوصف الحدث فرصة كبيرة للترويج.

باختصار، أعادت برامج الترفيه للتلفزيون رونقه ويبدو أنّ عودة المسلسلات اللّبنانية منتظرة مع ما يُظهره الجمهور المحلي من تعطش للحلة القديمة، فهل تستغل المحطات ذلك؟

البحث